مستخدم:عبد الله جعفر/ذكريات من الحاضر
ديوان شعر بخط اليد جمعت فيه قصائدي أيّام الجامعة.
19
مالي و للريم الرشا و لديّ أبهى من مشى زهر بطيب عبيره ردّ الحياة و أنعشا زان الجمال بحسنه و ازداد منه و رقّشا و بحور عينيه ازدهى و بطول فرع كالرِشا سيّان عندي أن رغبـ ـت بحبّه أو لم أشا أسر الفؤاد و حسنه بهر العيون و أدهشا أنا في هواه مجاهر أفضي بما يطوي الحشى أفشي الصبابة و اسمه أبقيه سرّا ما فشا أنا في هواه و حبّه هيهات أخشى من وشى لا بل به و جواره هو من تهيّب و اختشى شعري بوصف خصاله قد فقت فيه مرقّشا هو لي النهار و نوره فإذا نأى كان العشى دعني أهيم بحبّه و اسعد بريمك أو رشا
21
فعال الناس تحوي كلّ سخف وفعل السخف محظور بعرفي أراهم ضاع وزن الفرد فيهم كأنّ كريمهم مقصوف خفّ كأنّي بينهم مقطوع درب غريب عندهم وجهي وكفّي أبيت بغربتي وأعيش فيها بلا خلّ ولا حبّ وإلف صبور للنوازل تبتليني ودوني ضاقت الدنيا وخلفي يقلّبني الزمان على هواه وتعصف بي الليالي كلّ عصف وألزم بالإجازة لم أردها وأوثق بالعطالة رغم أنفي عجيب أنّ بعض الناس يأتي بشرّ الفعل من جور وعسف يغلّق دور علم دون عذر ويسعى كي يدمّرها وينفي ويضرب موعدا لنزولناها وتمضي الحال من وعد لخلف لقد علّ اشتباه الحال صبري وأعيا لانعدام الحسن طرفي وقد عانيت من طول انتظاري وكدت أجنّ من إفراط لهفي عمدت إلى الدروس فلم أطقها وأكثرت الطواف وليس يشفي أرى شمس السماء على علاها قضت كمدا إذا كانت بظرفي أيا عهد الإجازة فلتولِّ ألا يا ربّ آجرنا بلطف رضينا أن يضيع العمر منّا لكي ننهي عطالتنا ويكفي ألا يا صبر أيّوب اشتملني ولولا الصبر قد لاقيت حتفي
24
طواها القلب أيّاما بحبّ ضاع ما داما وظلّت تشغل التفكيـ ـر بعد البين أعواما رأتها العين إذ بانت وهام القلب تهياما وجرّ الذهن في التفكيـ ـر والآمال أقلاما وصار الشعر لي ينسا واستلهمت إلهاما ورحنا ننسج الأحلا م في أذهاننا، ياما بدأناهنّ أحلاماً ختمناهنّ أحلاما كأنّي قد أرتني العيـ ـن أطيافاً وأوهاما ومهما كان من أمري فقد حوكِمْتُ إعداما وراحت من هويناها وصار القلب أقساما وصار الهمّ لي خلاً وصار السعد آلاما تولّت لم تدع بالبا ل للتفكير إلماما تولّت لم تصن للعهـ ـد ليت العهد ما قاما كأنّي ما عزفت الحُبْ بَ أشعاراً وأنغاما فيا أبهى رياض الحسـ ـن لو أهديت أنساما جزاك الله إحسانا لقد أرديت مقداما ومدّ الله في أيّا مك الزهراء أيّاما
25
أراني ضاقت الدنيا حيالي وأنّي كم أؤرّق في الليالي وأنّي كلّما يبدو هلالي أرى الأنواء تحجبه قبالي وأنّي كلّما خير دنالي ظننت الخير ناء عن منالي فمالي يا تراني اليوم مالي تركت النفس تمضي في سؤالي فقالت ربّ داء بي عضال وتبدأ بالهوى رأس الضلال أأوهام الهوى غيّرن حالي فلم أعرف يميني من شمالي ولم أعِ في سماعي أو مقالي وثنّت ربّما من نقص مال قفي يا نفس حسبك من سؤالي حمانا الله من داء وبال وبعدا للهوى ما دقّ بالي وأنّى للهوى يردي مثالي وزهدا في الجواهر واللآلي وإنّي لا أراه سوى ملالي فعال السخف ليست من فعالي وقتل الوقت ينأى عن خصالي وإنّ العلم لي صحبي وآلي ودور العلم كانت لي مجالي بسوق العلم كانت رأس مالي ذكرت اليوم أيامي الخوالي أنا الإيمان درعي للعوالي حبال اليأس ما زارت خيالي صبور والنوازل في توالي وأيم الله لا لا لا أبالي بإذن الله سوف تلي الليالي وباسم الله تجلو للمحال وعدنا للسباق بلا كلال سباق العلم سعيا للمعالي
29
كأنّ المجد نأى عن يميني إلى البنت التي كانت تليني وظنّ الناس والحسّاد حولي بأنّي اليوم قد ولّت سنيني وقالوا: ”ضيّع الكرسيّ عُجباً“ وقال البعض: ”ضرباً من جنون“ نسوا أنّي بقول لا أبالي عزيز النفس ليث في عريني سعيد أنّني لازلت صلداً عتيّا للمقارن والقرين بعيداً في الندى عن كلّ ندّ بعيداً في القوى عن كلّ لين صبوراً والنوازل في توال وقور والخلائق في مجون وما يعني لي الكرسيّ شيئاً فكم أعرضت عن شيءٍ ثمين ولكنيّ رأيت البعض يسعى إلى الأمجاد في دنيا خؤون وقالوا: ”ملكنا الكرسيّ إرثاً ودون الناس من فضل ودون“ حملت لهم مقالتهم بنفسي حملت لهم حسامي في يميني وقلت لهم على مهل ولين مقالة مستنير مستبين وإن كانت سوى لام وميم وإن كانت سوى لام ونون سألت الله مجداً لا يضاهى وقال الله للأمجاد كوني فحمداً للكريم لدى مقالي وشكراً للكريم لدى سكوني حفظنا دلك الكرسيّ عاماً على حدّ العوالي والمتون فيكفيني من الأمجاد فخراً ويكفي الناس من قول مشين فإن عادوا أقول لهم برفق خذوا ملكاً ويا دنيا فهوني ألا إنّ السعيد لمَن تقاضى من الأيّام من دنيا ودين فيا ربّي فبارِك لي بدنيا ودين، إنّه ربّي معيني
30
وجدت نفسي – حمانا الله – في الكرب وعيل صبري لفرط الجهد والنصب ولّت سنيني وولّى المجد يتبعها وصار فيها كفعل النار في القصب مضى زمان سبقت الناس قاطبة وكنت أهلا لحمد الناس من أدبي فكم سعيت لدور العلم في طلب وكم قضيت ثمين الوقت في الكتب وها زمان تركت العلم وا أسفي وصرت أقضي أجلّ الوقت في اللعب وصرت خوفاً من الأيّام أرقبها ما بين شيء من التشكيك والريب وصار قوم بأمسي كنت أُرهبهم يرمون قلبي بسهم الخوف والرهب احترت نفسي بنفسي هل بها عِلل وصار حلاًّ بقلبي أيمّا عجب راجعت خلفي سنيّ العمر في طلب أبغي لنفسي لهذي الحال من سبب لكنّها محنة والله رافعها فالله ربّي وربّ الناس مرتَقَبي اليوم عدنا بحمد الله للكتب واليوم نسلو لفخر الجاه والنسب نسلوا لمجد من الآباء نُورثه ليس المروءة قول المرء: ”كان أبي“ غبنا زمانا تركنا الأرض مائجة والناس سكرى، إذا ناديت لم تُجَب واليوم عدنا لمحو الزور والكذب عدنا لنسكت بعض القول والصخب حتّى يقول أناس في نفوسهم أتاك ويحك عبدالله فاجتنب
32
من ذلك المنفى البعيـ ـد سيطلع الفجر الجديد أنّى لهم أن يحجبوا الشمس المضيئة بالسدود أنّى لهم أن يمنعوا نور المعالي أن يسود أنّى لهم أن يوثقوا قلباً قويّاً بالقيود أنّى لهم أن يصرفوا عزماً أكيداً لا يحيد أنّى لهم أن ينسخوا ما كان بالأمس المجيد فليشربوا آمالهم إنّ الأماني لن تفيد كم كم أعدّوا من سلا ح كم أعدّوا من حشود وانضمّ في تدبيرهم من كان نحسبه مُريد وانصاع تحت لوائهم من سائر الناس العديد من كلّ إنسان مريـ ـض خلف شيطان مريد والمغرضون المرجفو ن وكلّ إنسان حسود أخذوا مكانك غفلة ونفوك بالوادي البعيد خلف الصحاري والبحا ر وخلف وديان وبيد والأرض صارت ملكهم والناس فيها كالعبيد ظنّوك في ذاك النوى حتماً وقطعاً لن تعود واسترسلوا في لهوهم ما بين أسباب السعود حتّى وظنّوا أنّهم في سعدهم هم للخلود قولوا لهم لا تطمئنْـ ـنوا إنّني قيد الوجود قولوا لهم إنّي غدا سأعود للوادي السعيد سأعود أعلي ما انطوى من ذلك المجد التليد فليخرجوا لي بالعوا لي وليجيئوا بالجنود لن يغلبوا قلباً شجا عاً لا يهاب من الأسود
33
في قلعة الصمت الرهيـ ـب وظلمة الليل البهيم حيكت مبادي فتنة تجتاح بالشرّ العظيم أقطابها وزعيمها من كان في أمس هزيم قال الزعيم: ”لتسمعوا ولتفهموا ملء الفُهوم“ ”أن يا فلان ويا فلا ن فلازموا ذاك اللئيم“ ”أن صاحبوه وصادقوا كونوا له مثل النديم“ ”حتّي تحيطوا علمنا من كلّ خاف أو عظيم“ ”ولتصرفوه إلى الملا هي واصرفوه عن العلوم“ ”و يجيء دورك يا فلا ن بأن تدسّ له السموم“ ”فإذا استطعتم فازرعوا فيه الهوى حتّي يهيم“ ”أمّا البقيّة فاتركو ها إنّه ثأري القديم“ فأجابه مَن معجبٌ من قوله: ”هذا عظيم!“ وإذا بصوت خائف: ”ماذا إذا فطن الخصيم“ فأجابه مستوثق: ”أعجب بحالك يا غشيم“ ”تخشى خيالاً واهناً قد صار كالشيء القديم“ إنّا صناديد الورى وزعيمنا نعم الزعيم“ قال الزعيم: ”كفاكمُ لا تصرخوا لي كالخصوم“ ”و لتطمئنّوا ولتصونوا ذلك السرّ الكتيم“ وتقاسموا أدوارهم من ذلك الأمر الذميم – لولا إذا ما صمّموا قالوا: ”إذا شاء الكريم“ –– وتفرّقوا قرب الصباح وكلّ شيطان رجيم فكأنّهم قطرات ما ءٍ غاص في وجه الأديم لم يعلموا أنّ الذي ظنّوه في جهل عليم تمضي الليالي كلّ يو م ضمّهم ليل عتيم والقول فيما بينهم الكلّ يمشي في السليم يتظاهر الليث الحكيـ م بأنّه أضحى سقيم فتجمّعوا مِن حوله وتظاهروا هم بالهموم قالوا له: ”يا رأسنا نفديك من شرّ فقيم“ ”من عدلكم يا تاجنا قد صارت الدنيا نعيم“ ”فارتح قليلا ولتقوْ وِم في الرعيّة من يقوم“ ”حتّى تعودوا بيننا كالبدر ما بين النجوم“ قال البقيّة منهمُ: ”أن ذلك الرأى السليم“ فأجاب في صوت ضعيـ ـف من ترون بها زعيم“ قالوا: ”فلانا؛ إنّه من بعدكم طَبّ حكيم“ فأجابهم: ”فلتخبرو ه فإنّه شهم هميم“ ”و لتفعلوا ما تنظرو ن فإنّه رأي حكيم“ فتسابقوا لزعيمهم: ”بشراك بالخير العميم“ ”أنّ المخطّط كلّه يمضي كأحسن ما نروم“
34
غفرانك يا ربّي أرجو أن تغفر لي هذي الزَلّة أقسمت يميناً في أمر ويميني صارت منحلّة فمعاذ الله من الإثم والكفر المخرج مِالملّة قد كنت فريداً في قومي كالبدر الكامل وأهلّة في سعد تمضي أيّامي ما بين رفاق وأخلّة واليوم دهاني مِن داء فأناخ بمجدي وأظلّه أسقاماً تتلوا أسقاماً والعلّة زادت عالعلّة قد صرت وربّي حيراناً في أمري ألتمس العلّة غادرت مكاني محزوناً بالدمع ثيابي مبتلّة من حولي قوم شمّات أصحاب نفوس معتلّة ورأيت خصومي عن بعد ويميني كانت منشلّة يا ليت حسامي في كفّي لأؤدّب هاتيك الثلّة إن كانت إلاّ أيّاماً تتلوها ساعات قِلّة والمرتبة الأولى ضاعت صارت كالأرض المحتلّة فالأمر جليّ في رأيي ما كان ليحتاج أدلّة لكنيّ سأعود قريباً لأقيم أموراً مختلّة – أأصير بقيّة أيّامي كالشيء المهمل في السلّة – سأعود أعيد بِنا مجدي مزداناً في أبهى حُلّة وأعود لأنّي آلمن أن قيل: ”وداعاً عبدالله“
35 مشاهد من جامعة الخرطوم
كفى بالمرء في الخرطو م يلقى كلّ ما سرّه فمنهم من يريد العلـ ـم يسعى حاملا سفره ويمضي في دروس العلـ ـم سعيا مشعلا فكره ويفني وقته درسا مديرا للدنا ظهره إلهي من يريد العلـ ـم حقّا فلتطل عمره
ومن يبغي السياسة فلـ يحاذر؛ إنّها حفرة كثير من توخّاها لأجل الصيت والشهرة إلهي من يريد الصيـ ـت ربي لا تصل ذكره قليل من يريد الحقـْ ـق ربي فلتدم نصره ومن يبغي فساد الأر ض ربي فاحططن قدره
ومن يقصد رياض الحسـ ـسن يلقى أرضها ثرّة ويلقى منه ألوانا ويرأى أوجها برّة حسانا زدنه حسنا وظلّ البعض عالفطرة عجيب أنّه جادت بهنّ الأرض لا الزهرة إذا لاقيت واحدة إذن سلّمت بالقدرة كأنّ الموت عيناها إذا بادلتها النظرة تحيل القلب بالعينيـ ـن مجزوءً إلى عشرة عجيب طيبها الفوّا ح عطرا؛ إنّها زهرة وقد شاهدت أقواما لهم للحسن كالهجرة ستلقى من بها شقرة وتعلو خدّها حمرة أما والنّاس ألوان فإنّ الفضل للسمرة ليحذر من سباه الحسـ ـن ربي فلتدم حذره فإنّ الحسن للشيطا ن باب يبتلي عبره
أجار الله أقواما فكم للحبّ من قدرة فحاذر منه لا تغفل وباعد؛ إنّه جمرة تردّى فيه أقوام ومنهم من يرى قبره لنا في حالهم وعظ فخذ من حالهم عِبرة لَكم من عزّها نفس تسام الذلّ مضطرّة وكم شخصٍ حماك الله يعطي حبّه أمره ويقضي الليل هيمانا شرودا حائر الفكرة فمنهم ذائع الشهرة ومعطي غيره سرّه ومنهم ساكن بالمَيـ ـن حيث الظل والخضرة ومنهم كاتم للوجـ ـد كرها صابر دهره ومنهم ذائق الشاكو ش تعلو وجهه عبرة ذرونا من حديث الحبـْ ـب لسنا من ذوي الخبرة
ومن يسلك طريق اللهـ ـو يذهب عمره إثره فإنّ اللهو في ظنّي دمار ينسف الصخرة وإن تسلك به مرّة ستدمن؛ إنّه خمرة ألم تبصر به قوما سكارى أيّما سكرة وكم قد شدّ أقواما كأنّ النّاس في السخرة فباعد عنه بالمرّة وحاذر واجتنب شرّه أجرنا منه يا ربي وجنّب قلبنا سحره
إلهي هذه الخرطو م فاجعل نفسنا حرّة ولا تجعل بها شيئا له في نفسنا إمرة
سيأتي بعد أيام زمان الآه والحسرة نتائجنا معلّقة وقلب النّاس في الحرّة فمن ذاقوا من “الصبّا ت” قالوا إنها مُرّة تضرّعنا إلى الرحمن جهدا نبتغي ستره وأبدينا ندامتنا وقلنا لو لنا كرّة وقلنا لو تجاوزنا لتبنا هذه المرّة ومنّا ناذر نذرا أداء الحجّ والعمرة وجدناها بعون الله لا شقّ ولا كسرة فذا قد كان إنذارا بصوت واضحالنبرة قديما قال أقوام يقوم المشي بالعثرة فما زدنا سوى عندٍ وما زدنا سوى نفرة