مستخدم:عبد الله جعفر/ذكريات من الحاضر
ديوان شعر بخط اليد جمعت فيه قصائدي أيّام الجامعة.
محتويات
- ١ (٧)
- ٢ (٩)
- ٣ (١٠)
- ٤ (١١)
- ٥ (١٢) في ذم الغرور
- ٦ (١٣)
- ٧ (١٤)
- ٨ (١٥)
- ٩ (١٦)
- ١٠ (١٧)
- ١١ (١٨)
- ١٢ (١٩)
- ١٣ (٢١)
- ١٤ (٢٢)
- ١٥ (٢٣)
- ١٦ (٢٤)
- ١٧ (٢٥)
- ١٨ (٢٨)
- ١٩ (٢٩)
- ٢٠ (٣٠)
- ٢١ (٣٢) الفجر الجديد
- ٢٢ (٣٣)
- ٢٣ (٣٤)
- ٢٤ (٣٥) الخرطوم
- ٢٥ (٣٦)
- ٢٦ (٣٧) بعد الصبر
- ٢٧ (٣٨)
- ٢٨ (٣٩)
- ٢٩ (٤٠)
- ٣٠ (٤٢)
- ٣١ (٤٣)
- ٣٢ (٤٤)
- ٣٣ (٤٥)
- ٣٤ (٤٦)
- ٣٥ (٤٧)
- ٣٦ (٤٩)
- ٣٧ (٥٠)
- ٣٨ (٥١)
- ٣٩ (٥٣)
- ٤٠ (٥٤)
- ٤١ (٥٦)
- ٤٢ (٥٧)
- ٤٣ (٥٨)
- ٤٤ (٥٩)
- ٤٥ (٦٠)
- ٤٦ (٦١)
- ٤٧ (٦٢)
- ٤٨ (٦٣)
- ٤٩ (٦٤)
- ٥٠ (٦٥) في حضرة الأميرة
- ٥١ (٦٦)
- ٥٢ (٦٧) أميرة الحسن
- ٥٣ (٦٩)
- ٥٤ (٧١)
- ٥٥ (٧٢)
- ٥٦ (٧٣)
- ٥٧ (٧٤)
- ٥٨ (٧٥) Why & Why
- ٥٩ (٧٦)
- ٦٠ (٧٧)
- ٦١ (٧٨) لأنّي لم أكن أدري
- ٦٢ (٧٩)
- ٦٣ (٨٠)
- ٦٤ (٨١)
- ٦٥ (٨٤)
- ٦٦ (٨٥) خطاب
- ٦٧ (١٠٠)
(٧)
جرح الفؤاد فلا يزال مضمّخا ووجدت بيني والأحبّة فرسخا فسخت عهودي والمتيّم حافظ ما كان ظنيّ بالعهود تفسّخا وتنكّر الحبّ الوفي لحبّه حتّى كأنّ الجلد منه تسلّخا كم كنت أستجدي الحبيب ترجّياً يسخو علينا بالوصال فما سخا ما بين تعذيب الفؤاد وحزنه والذكريات حللت أرضاً برزخا فذكرت واستذكرت أوقات الصفا ورجوت أيّام الوفا أن تنسخا أيّام كنّا والحبيب تزيننا خِلَع المودّة، تلكك أيّام الرخا فلكم نزلنا والعفاف يقودنا روضاً بهيجاً بالعبير مضمّخا حتّى وجدت من الحبيب تدلّلاً فشددت حبل الوصل إذ حِبيّ رخا مسخ الوداد تبدّلاً وتنكّراً فكأنّما وجد الوداد ليمسخا وتقطّعت سبل المحبّة بيننا شاء القضاء لحبّنا أن ينسخا قالوا توخَ الحذر دوماً قلت هل نفع التحذّر من تحرّسه وخا؟ ويقول من عقلوا الحياة وأدركوا أسرارها ترجو الغياث من الطخا كذبت بحبّك لم تبادلك الوفا هيهات حبّ كاذب أن يرسخا
(٩)
قدر المليك هو القضا ء وهل سواه ترى قدر؟ يعطي البريّة رزقها ولكلّ شيءٍ في قدر فاسأل إلهك أن يعيـ ـنك جاهداً إن شقّ در
والله من فطر الورى رفع السما خلق القمر إن تسأل الله الهدى فكلّ ما قد شقّ مر ولئن سألت سوى المليـ ـك فكلّما قد شقّ مر
قد ضلّ من عبد الحيا ة وزيفها حتّى انقبر من تاه في بحر الحيا ة وموجه لم يلقَ بر فإذا علا الأرض الفجو ر وأهلها فلتبقَ بر
يا صاحبي فلت الزما م فللعباد توقّ ذر هذا زمانٌ ليس فيـ ـه سوى الدناوة والقذر إنّ المكارم ضيّعت ومن العلا لم يبقَ ذر
(١٠)
! في يوم الأحد 1997-04-27، كنت في مجلس وحلّ وقت المغرب، فقام الجميع للصلاة إلّا واحد؛ وتناقشنا معه بكلّ السبل فلم يقم للصلاة. وفي اليوم التالي كتبت هذه القصيدة.
يا سائلاً عن أقبح الـ أفعال دونك ما تسل(1) تالله من ترك الصلا ة تعمّداً تالله ضل إنّ الصلاة نهت عن الـ ـفحشاء والفعل الجلل من يترك اليوم الصلا ة فما تراه غداً فعل؟ من لم يخف غضب المليـ ـك فليس يخشى من عذل لا همّه إلّا التشا غل بالملاهي والتسل تلقاه يقرض بالربا تلقاه يؤمن بالدجل تلقاه يظلم في العبا د وربّما نفسا قتل ولئن لقيته مستقيـ ـماً في المكارم لم يزل ولقيته نال الرضا وبخلقه ضُرب المثل ما كان ينفعه وما كانت صنائعه تصل(2) إنّ الصلاة هي الصِلا ت أداؤها لبّ العمل إلحق صلاتك إنّ عمـ ـرك لن يدوم ولن يظل واسأل إلهك جاهداً أن يقبل العمل الأقل مولاي من حفظ الصلا ة لوقتها فقه الزلل واغفر لمن نسي الصلا ة فباب عفوك ما انقفل واهد الذي ترك الصلا ة وعافه فبه علل مولاي من جحد الصلا ة أزلّه يا من أذل من كان في أمر الصلا ة من المراء إلى الجدل وأضاع عمراً فيهما حتّى توفّاه الأجل ربّ اهدني أقم الصلا ة لوقتها وبلا كسل
(1 التعبير غير سليم نحويّا، ويمكن تصحيحه لـ "لا تسل"، مع تعديل بسيط في المعنى. 1) (2 أيضاً لا تستقيم نحويّا. 2)
(١١)
! خرجت مع نزار في عصر الثلاثاء 1997-05-06 لعيادة صديقنا حسام بعد عمليّة أجريت له بمستوصف قرب حوادث الخرطوم. وعند وصولنا رأينا نقّالة تحمل طفلاً ميتا فهمنا أنّه صدمته سيّارة. هالنا المنظر وبكاء أهل الطفل، وعندما دخلنا المستوصف كان الجوّ قابضاً. عدت إلى المنزل في ذلك اليوم مغتمّا، وفي اليوم التالي كتبت القصيدة التالية.
رجائي لعفو الله حسن مظنّتي وعملي وعلمي من كتابٍ وسنّة ونهوي نفسي أن تمنّى ما ترى فويلي من نفسٍ رأت فتمنّت فماذا اعتزاز النفس إن لم أذلّها وماذا اصطبار النفس إن ما تعنّت وإنّ أرى الدنيا معاراً وردّه وما جادت الأيّام إلّا ومنّت وفيها رأيت الناس قد ضلّ سعيهم كضلّ عميّ تائهٍ بدجنّة وما يذكرون الموت أرثي لحالهم فإنّ حبال الموت منّا تدنّت وما يدري(1) حيّ حين يأتيه الردى فما سمّت الآجال يوماً وكنّت وما تؤمن الدنيا بحالٍ لساعةٍ فمالي بهاتيك النفوس اطمأنّت؟ فلا تبتهج دوماً إذا هي أقبلت ولا تبتئس يوما إذا هي ضنّت فإن تجد الأفراح نحوك قد سعت فسوف ترى الأتراح باسمك غنّت وإن ضاقت الدنيا وأبطأ سيبها فربّ هناءٍ جاء من بعد أنّة وإمّا ترى فرط السرور بقريةٍ فثق أن ترى فيها النوازل عنّت وسبحان ربّي أن يجور بحكمه وما كان ضيق العيش من فعل جِنّة فما ذاك إلّا ما جنته نفوسنا فهلّا سألت النفس ماذا تجنّت؟ فويلٌ لمن أكدى وأفسد ما ارعوى وطاوع نفساً للشرور أكنّت وطوبى لمن صلّى وزكّى وما غوى وعاش بمعروفٍ ففاز بجنّة فصابر ورابط واتّق الله واصطبر لقد فزت إن كانت كذلك سنّتي
! والقصيدة من السبعشريّات، وتأثّرت بعدّة عوامل؛ فالمبنى يشبه قصيدة كثير: ! +++ خليليّ هذا ربع عزّة فاعقلا قلوصيكما ثمّ ابكيا حيث حلّت ! ! والبيت الثالث "مترّس(2)" (إذا شئت أن تقول) من قول ابن حزم: ! +++ فما ذاق عز النفس من لم يذلّها ولا التذّ طعم الروح من ليس ينصب ! ! والذي يليه من قوله: ! +++ أعارتك دنيا مستردّ معارها غضارة عيشٍ سوف يُزوى اخضرارها ! ! وفي البيت التالي اقتباس من الآية "الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا"، بينما في البيت الأخير اقتباس من قوله تعالى: "يأيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلّكم تفلحون".
(1 لا تستقيم نحويّا، فلا مسوّغ للجزم؛ ويمكن تعديلها لـ "ولم يدرِ". 1)
(2 تعبير شائع في كلّيّة الهندسة والعمارة، يعني منقول، "مشفوف"، من كلمة trace في الانجليزيّة، ويبدو أنّها من وحي شغل ناس معمار، حيث يتم نسخ الخرائط بتتريسها في مرسم خاص وورق مخصّص. 2)
(١٢) في ذم الغرور
! بلا مناسبة كتبت في ذمّ الغرور القصيدة التالية من السبعشريّات:
لا تبكين أسفاً على من تاهوا الله يهدي من يشاء الله إنّ الذي ملك الغرور فؤاده أولى وأجدر بالبكاء أراه من ظلّ في طول الحياة وعرضها يزهو بمجد زائف أعماه يمشي على الأرض العريضة تائها فكأنّما في الأرض ليس سواه وتراه يزهو بالشباب وما درى أنّ الشباب بجهله أفناه ولئن علاه الشيب لم يأبه له سيقول هذا سعده ناداه عجبا له حال المشيب كأنّما قد عاده بعد المشيب صباه أترى صروف الدهر ملك يمينه؟ أم أنّه نال الخلود تُراه؟ أنّي أرى المغرور يشكو علّة والعُجبُ داءٌ من يُصِب أرداه إن زدته نصحاً يزيد تعنّدا والنصح عادى أهله وعصاه وإذا أردت رضىً له فمدحته وشكرته دهراً لما أرضاه إنّ الذي جعل الغرور سبيله هيهات يسعف معسراً، حاشاه فاحذر عطاءً منه لا تقبل به ستراه بعد يمنّ ما أعطاه هذا الذي حقّ عليك بكاؤه ولقد علمت بما تقدّم ما هو تيهاً وعجباً قد أضاع حياته وابتاع بغض الناس ما أغباه! حتماً سيعقل إن يكن يوما درى أن ليس ينفعه العلا والجاه لو كان وقراً أن يفارق أذنه فيطيع نصحاً، علّه وعساه
! الجمعة 1997-05-09
(١٣)
! كنت في طريقي إلى أسامة وفكّرت في قافية صعبة فقلت:
يا طالبا من خبيرٍ عارف وعظا هل أخبرنك بفردٍ وافرٍ حظّا من يسمع الناس حال حضورهم خيراً ويحفظ الناس حين غيابهم حفظا من لا يُميل إلى أسرارهم سمعاً ولا يجيل على عوراتهم لحظا من يبسط الوجه إذ تلقاه مبتسماً ما كان قطبا ولا يوما بدا فظّا من لا يسوؤك من أفعاله شيءٌ ولا تعيب على أقواله لفظا ناس الثناء وحمد الناس كلّهم أظنّه برضىً من ربّه يحظى
(١٤)
! بلا مناسبة كتبت القصيدة التالية من السبعشريّات، وفيها فكرة من طوق الحمامة:
أسفي عليك صديقنا قد كان قلبك خاليا حتّى تردّى في لظى نار المحبّة صاليا والحبّ داءٌ من يُصِب أرداه ميتاً باليا من صار رهن قيوده بذل النفيس الغاليا كم راح فيه خلائقٌ تالٍ تتبّع تاليا كم ردّ حلواً علقماً وأحال مرّاً حاليا أغوى الهدى جلب الردى ساوى الِعدا والواليا فتن الورى هدم القرى جعل السراة مواليا زان الحبيب لحبّه فرآه بدراً جاليا وهوى صفاتٍ فيه صا ر لما سواها قاليا إن ينظرن أحبابه يبصر جمالاً عاليا ويرى البدور جوالساً ويرى النجوم تواليا ويرى الحبيب بوسطهم قمراً ينير لياليا نورا وحورا هل يرى أم جوهراً ولآليا؟ قد كنت أشكو حالتي والآن أشكر حاليا إذ كان حال صديقنا بين الظنون تتاليا ربّ اكفني شرّ الهوى فتجنّبٌ أزكى ليا
! السبت 1997-05-10
(١٥)
! في التلفاز في تسجيل حلقة ظلال سأل صاحب البرنامج فقال: "علامات استفهام: من؟"، فقلت: "من قال إنّ العلم رهن المال؟" والآن بنيت على هذا القول هذه الأقوال وصغتها في هذه الأبيات التي لم تكن طوال:
يا من يساوم في العلوم بماله من قال إنّ العلم رهن المال؟ أو أنّه شيءٌ يباعُ ويشترى أو مورث الأعمام والأخوال؟ العلم فتحٌ للمليك مردّه فضلٌ يجود به وأيّ فضال! ويزيد فيمن قد تهيّأ عقله ويضيعه بالعجب والإهمال فمن المجوّز أن نزيد علومنا بالكدّ والترحال والتسآل ومن المحال شرا العلوم بمالنا أفهل تضيع العمر إثر محال؟
! الثلاثاء 1997-05-13
(١٦)
! في محاولة للكتابة في قافية الثاء قلت:
إنّي أرى أرضاً تموج تَزلزل هلّا سألت الناس ماذا أحدثوا؟ كان الجواب بأنّهم عبدوا الهوى ونسوا بأنّ العالمين سيبعثوا ليس امرئٌ، إلّا قليلٌ منهمُ، إلّا ويسعى في المفاسد يلهث وصل التشاغل ليله بنهاره يلهو ويفسد في البلاد ويعبث هلّا درى يوماً بأنّ حياته كالحيّة الرقشاء سمّا تنفث؟ فعليك نفسك لا يسؤك ضلاله أو تشقينّ بنصحه تتحدّث
! الثلاثاء 1997-05-13
(١٧)
جهولٌ قام يتجاهل بشتمٍ صار يتطاول وكان الكلّ يتساءل(0) أأنشب فيه أتقاتل؟ أأصفح عنه أتنازل؟
أردت الضرب في الأولّ هممت وكدت أن أفعل وقال الكلّ هل تجهل؟ بقوّته، فلا تسأل! إذا قاتلته تقتل!!
فقلت لهم على مهل رأيت العقل لي أهلي وكان الحلم لي نهلي صفحتُ كطيّب سهل ولو طاوعته جهلي
لسمت صديقكم ذلّا وكان صديقكم ولّى فما كان القُوى إلّا فؤاداً صالحاً صلّى وسار الدرب ما ضلّ
(0 لعلّه كان الأفضل "يجّاهل"، "يطّاول"، و"يسّاءل". 0)
(١٨)
! في يوم الخميس 1997-05-08 كنت في زيارة إلى حاتم ووليد ونزار في الخرطوم، ووعدوني بزيارة في يوم الإثنين الثلاثاء من الأسبوع التالي. أنتظرتهم يوم الإثنين والثلاثاء فلم يأتوا. ثمّ أنّ أختي قابلتهم في كلّيّة الطب بعد فترة فأيقنت أنّه ليس لديهم عذر فقلت هذه الأبيات على سبيل العتاب وفي الضمير أن أرسلها لهم:
يواعدني الصحاب على مزاري فصرت مقيّداً بِهمو وظلت وتمضي بعد موعدهم ليالٍ وأيّام تمرّ وقد مللت وأيّامٌ وأيّامٌ وشهرٌ فلمّا لم يزوروني فعلت وقلت عسى يكون بهم مريضا وقلت عسى لهم عذر وقلت فلمّا لم أجد فيهم مريضا ولم أرَ فيهمو عذرٌ خُذلت فيا خذلان نفسي في صحابي ويا لقطيعتي فيمن وصلت
! الإثنين 1997-05-19 ! إسم القصيدة عتاب
(١٩)
!كتب صديقي أسامة أرو قصيدةً مطلعها:
نارٌ تأجّج في الحشى لمّا رنا طرفي رشا رشأٌ جميلٌ مترفق حاز الملاحة مذ نشا
! وبلغ إعجابي بالقصيدة أن قرّرت أن أجاريها ..
مالي وللريم الرشا ولديّ أبهى من مشى زهر بطيب عبيره ردّ الحياة وأنعشا زان الجمال بحسنه وازداد منه ورقّشا وبحور عينيه ازدهى وبطول فرع كالرِشا سيّان عندي أن رغبـ ـت بحبّه أو لم أشا أسر الفؤاد وحسنه بهر العيون وأدهشا أنا في هواه مجاهر أفضي بما يطوي الحشى أفشي الصبابة واسمه أبقيه سرّا ما فشا أنا في هواه وحبّه هيهات أخشى من وشى لا بل به وجواره هو من تهيّب واختشى شعري بوصف خصاله قد فقت فيه مرقّشا هو لي النهار ونوره فإذا نأى كان العشى دعني أهيم بحبّه واسعد بريمك أو رشا
(٢١)
! كانت القصيدة السابقة بآخر نفسٍ للمنافسة وآخر أمل في الجامعة. ثمّ انقطع الأمل فكتبت الأبيات التالية أتحسّر فيها:
فعال الناس تحوي كلّ سخف وفعل السخف محظور بعرفي أراهم ضاع وزن الفرد فيهم كأنّ كريمهم مقصوف خفّ كأنّي بينهم مقطوع درب غريب عندهم وجهي وكفّي أبيت بغربتي وأعيش فيها بلا خلّ ولا حبّ وإلف صبور للنوازل تبتليني ودوني ضاقت الدنيا وخلفي يقلّبني الزمان على هواه وتعصف بي الليالي كلّ عصف وألزم بالإجازة لم أردها وأوثق بالعطالة رغم أنفي عجيب أنّ بعض الناس يأتي بشرّ الفعل من جور وعسف يغلّق دور علم دون عذر ويسعى كي يدمّرها وينفي ويضرب موعدا لنزولناها وتمضي الحال من وعد لخلف لقد علّ اشتباه الحال صبري وأعيا لانعدام الحسن طرفي وقد عانيت من طول انتظاري وكدت أجنّ من إفراط لهفي عمدت إلى الدروس فلم أطقها وأكثرت الطواف وليس يشفي أرى شمس السماء على علاها قضت كمدا إذا كانت بظرفي أيا عهد الإجازة فلتولِّ ألا يا ربّ آجرنا بلطف رضينا أن يضيع العمر منّا لكي ننهي عطالتنا ويكفي ألا يا صبر أيّوب اشتملني ولولا الصبر قد لاقيت حتفي
!من السبعشريّات !الأربعاء 1997-06-25
!توضيح لمعاني القصيدة: !بعد نزولنا الجامعة لأوّل مرّة يوم 1997-03-08، وبعد إجازة طالت تسعة أشهر من انتهاء امتحانات الشهادة السودانيّة في 1996-05-12، بعد دراسةٍ قصيرةٍ في الجامعة انتشرت الشائعات بأنّ الجامعة سوف تغلق أبوابها حتّى يناير من العام التالي. كان الجوّ ملائماً لانتشار هذه الشائعات، إذ كانت كلّ الدفعات عدانا في إجازة بسبب أزمة القبول الخاص. بعد شهرً وأسبوعً من الدراسة أُعلنت إجازة عيد الأضحى بدئاً من 1997-04-15 وحتّى 1997-07-05!! كانت مملّة مللا قاتلاً لا أريد أن أخوض في وصفه ههنا. المهمّ أنّني قد نويت أن أبدأ في المذاكرة في بداية شهر يونيو، ولكن قبل أن أجدّ في ذلك أُعلن تمديد الإجازة حتّى 1997-10-04، بدعوى واهية وهي "أن تكون الجامعات معسكراً للخدمة الوطنيّة". كان ذلك كافياً لأن أيأس وأصدّق الإشاعات وأكتب هذه القصيدة. والمعنيّ في البيت الثامن إبراهيم احمد عمر.
(٢٢)
! وقلت أيضاً أتحسّر على قفل الجامعة:
علّني التأريق ياما علّني ألقى مناما علّ عيني في منامٍ قد ترى برداً سلاما علّني أنسى ليالٍ لم أذق فيها طعاما كم تمنّينا الأماني واتّخذناها إماما وانتهينا لانعدامٍ قد علمناه انعداما هاهي الأيّام تمضي واشتباه الحال داما واشتباه الحال نقضي فيه أيّاماً وعاما كلّ آمالي وحلم النْـ ـنفس قد عادت حطاما لا دروس العلم قامت لا سباق العلم قاما لا إلى العلياء نسعى لا تنافسنا تنامى لا غزالٌ فيه حسنٌ قد حكى بدراً تماما لا ولا لا، لا ولا لا صارت الدنيا ظلاما إنّما الحسرات بابٌ قد أطيل به الكلاما والذي جعل(0) المحلْـ ـلَل والذي منع الحراما دونما الإيمان والآ مالُ قد بتنا حطاما فإلاما تنتهي هـ ـذي التآجيل إلاما؟ ربّ فلترحم شقيّا مسّه شرّ فهاما
! الثلاثاء 1997-07-01، من السبعشريّات. ! كان الأفضل في البيت (١٤) لو قلت "الحلال" بدل "المحلّل" حتّى لا ينكسر الوزن(0). (0 ربّما كانت "شرع" أفضل ههنا. 0) (0 في الحقيقة فالون سليم كما هو! 0)
(٢٣)
في ثاني محاولة للكتابة على نمط الشعر الحديث قلت:
إذ أنا ماشٍ على حقلٍ به يبسٌ وخضرة إذ أعرت الحقل نظرة أوقدت بالعقل فكرة ربّ زهرة .. أينعت طيباً ونضرة أشعلت فيك الأماني وهبت طيف المعاني للمعنّى والمحبّين الأغاني والجزاء بأن ثنتها كفّ شخصٍ في هوان خلّفت بالفرع كسرة أستطاع الناس جبره؟ ربّ جبّارٍ عتيّ لفّ حمل السيف خصره قد تصيّد كلّ حيوانٍ وما لاقته عسرة هل رأيت العقرب المشئوم يسعى؟ رام غدره! فعلا بعد الممات وصار رسماً في المجرّة ربّ شابّ عالمٍ لم يلقَ قدره سار درب العلم دهره عنده إعدام علمٍ مثلما نارٍ وجمره فرأي ما كان ينكره ولاقى كلّ نكرة يسأل الرحمن يسره أن يهيّئ دور تعليم ويفتحها بقدرة إنّما الدنيا شقاءٌ في التعاقب والمسرّة ربّ صفوٍ بعد كدرة وأنا خلف الخيال وقد كتبت الألف فقرة إذ بصوت فيه نبرة فكرةٍ فاضت معانيها لتحكي كلّ عبرة خلّفت في النفس عبرة أطفأت بالدمع نوري هزّ معناها شعوري أوقفت إسهاب تفكيري وقالت .. ربّ حسرة!
الأحد 1997-07-06
(٢٤)
!استعدادا لوداع شخصٍ ما كتبت:
طواها القلب أيّاما بحبّ ضاع ما داما وظلّت تشغل التفكيـ ـر بعد البين أعواما رأتها العين إذ بانت وهام القلب تهياما وجرّ الذهن في التفكيـ ـر والآمال أقلاما وصار الشعر لي ينسا واستلهمت إلهاما ورحنا ننسج الأحلا م في أذهاننا، ياما بدأناهنّ أحلاماً ختمناهنّ أحلاما كأنّي قد أرتني العيـ ـن أطيافاً وأوهاما ومهما كان من أمري فقد حوكِمْتُ إعداما وراحت من هويناها وصار القلب أقساما وصار الهمّ لي خلاً وصار السعد آلاما تولّت لم تدع بالبا ل للتفكير إلماما تولّت لم تصن للعهـ ـد ليت العهد ما قاما كأنّي ما عزفت الحُبْ بَ أشعاراً وأنغاما فيا أبهى رياض الحسـ ـن لو أهديت أنساما جزاك الله إحسانا لقد أرديت مقداما ومدّ الله في أيّا مك الزهراء أيّاما
!السبت 1997-07-19 ! من السبعشريّات
(٢٥)
! بين الحسرة والأمل أقول:
أراني ضاقت الدنيا حيالي وأنّي كم أؤرّق في الليالي وأنّي كلّما يبدو هلالي أرى الأنواء تحجبه قبالي وأنّي كلّما خير دنالي ظننت الخير ناء عن منالي فمالي يا تراني اليوم مالي تركت النفس تمضي في سؤالي فقالت ربّ داء بي عضال وتبدأ بالهوى رأس الضلال أأوهام الهوى غيّرن حالي فلم أعرف يميني من شمالي ولم أعِ في سماعي أو مقالي وثنّت ربّما من نقص مال قفي يا نفس حسبك من سؤالي حمانا الله من داء وبال وبعدا للهوى ما دقّ بالي وأنّى للهوى يردي مثالي وزهدا في الجواهر واللآلي وإنّي لا أراه سوى ملالي فعال السخف ليست من فعالي وقتل الوقت ينأى عن خصالي وإنّ العلم لي صحبي وآلي ودور العلم كانت لي مجالي بسوق العلم كانت رأس مالي ذكرت اليوم أيامي الخوالي أنا الإيمان درعي للعوالي حبال اليأس ما زارت خيالي صبور والنوازل في توالي وأيم الله لا لا لا أبالي بإذن الله سوف تلي الليالي وباسم الله تجلو للمحال وعدنا للسباق بلا كلال سباق العلم سعيا للمعالي
!الأربعاء 1997-08-06 !من السبعشريّات، ولكن بطريقة مختلفة قليلاً.
(٢٨)
! لا أذكر مناسبة القصيدة التالية، لكن يبدو أنّي كنت أريد أن أكتب في قافية القاف.
فعل المكارم شأننا إنّا له وبنا يليق وبنا يليق الجود والخلق الرفيـ ـع بمثلنا حتماً يليق نسعى إلى لبّ(0) العلا والعلم نختار الطريق ونسدّ حاجات الصديـ ـق فإنّه وقت المضيق المظهر الرحب الأنيـ ـق يزين باطننا العقيق(0) .. للشرفة العليا نتوق .. بالعلم والإيمان والـ ـتصميم نمضي للشروق سننال هامات الجبا ل نطول أعشاش الأنوق ونصير نجماً في السما ء بجانب النجم العيوق لا نرتضي الشيء الرخيـ ـص ولا نرى ما في الشقوق فخلاصة النسل العريـ ـق الحرّ تجري في العروق .. وإذا بناقوسٍ يدق! .. العزم نورٌ قد خبا والقلب في بطءٍ خفق والعين بعد سكينةٍ باتت تسلّم للأرق والفوز ماضٍ وانقضى والعلم بابٌ وانغلق وتصدّعت آمالنا وتشقّقت شقّا فشق لكنّني صَبرٌ صبو رٌ صابرٌ مهما طرق عوّدت نفسي في الأذى ألّا تلين وتسترق فالمجد يُبنى بالدما والزرع يسقى بالعرق والشمس بعد غروبها ستعود تعلو في الأفق .. أوما ترى ذاك الشفق؟ ..
! الخميس 1997-09-25. (0 ربّما كانت "لب" ليست الوصف الأنسب للعلا. 0) (0 بالمقابل فهذا وصف موفّق، إذ العقيق يناسب الجوهر، في مقابل المظهر 0)
(٢٩)
!بعد إجازةٌ مملّة نزلنا في الميعاد المحدّد، 1997-10-04، ولكن كنت قد فقدت كلّ حماسي للمنافسة والرغبة في الدراسة. كنت واثقاً من أنّني سأخسر الجولة الأولى أمام أ.ع.، وتغيّر نَفَس القصائد. وهاهي أوّل قصيدة بعد العطلة القاتلة:
كأنّ المجد ينأى عن يميني إلى البنت التي كانت تليني وظنّ الناس والحسّاد حولي بأنّي اليوم قد ولّت سنيني وقالوا: ”ضيّع الكرسيّ عُجباً“ وقال البعض: ”ضرباً من جنون“ نسوا أنّي بقول لا أبالي عزيز النفس ليث في عريني سعيد أنّني لازلت صلداً عتيّا للمقارن والقرين بعيداً في الندى عن كلّ ندّ بعيداً في القوى عن كلّ لين صبوراً والنوازل في توال وقور والخلائق في مجون وما يعني لي الكرسيّ شيئاً فكم أعرضت عن شيءٍ ثمين ولكنيّ رأيت البعض يسعى إلى الأمجاد في دنيا خؤون وقالوا: ”ملكنا الكرسيّ إرثاً ودون الناس من فضل ودون“ حملت لهم مقالتهم بنفسي حملت لهم حسامي في يميني وقلت لهم على مهل ولين مقالة مستنير مستبين وإن كانت سوى لام وميم وإن كانت سوى لام ونون سألت الله مجداً لا يضاهى وقال الله للأمجاد كوني فحمداً للكريم لدى مقالي وشكراً للكريم لدى سكوني حفظنا دلك الكرسيّ عاماً على حدّ العوالي والمتون فيكفيني من الأمجاد فخراً ويكفي الناس من قول مشين فإن عادوا أقول لهم برفق خذوا ملكاً ويا دنيا فهوني ألا إنّ السعيد لمَن تقاضى من الأيّام من دنيا ودين فيا ربّي فبارِك لي بدنيا ودين، إنّه ربّي معيني
!الأربعاء 1997-10-15. !من أجود ما قلت. وقد كُتبت هكذا من أوّل مرّة، لم تحتج إلى تعديل أو ترتيب.
(٣٠)
!وهاهي قصيدةٌ ثانيةٌ بنفس الفكرة:
وجدت نفسي – حمانا الله – في الكرب وعيل صبري لفرط الجهد والنصب ولّت سنيني وولّى المجد يتبعها وصار فيها كفعل النار في القصب مضى زمان سبقت الناس قاطبة وكنت أهلا لحمد الناس من أدبي فكم سعيت لدور العلم في طلب وكم قضيت ثمين الوقت في الكتب وها زمان تركت العلم وا أسفي وصرت أقضي أجلّ الوقت في اللعب وصرت خوفاً من الأيّام أرقبها ما بين شيء من التشكيك والريب وصار قوم بأمسي كنت أُرهبهم يرمون قلبي بسهم الخوف والرهب احترت نفسي بنفسي هل بها عِلل وصار حلاًّ بقلبي أيمّا عجب راجعت خلفي سنيّ العمر في طلب أبغي لنفسي لهذي الحال من سبب لكنّها محنة والله رافعها فالله ربّي وربّ الناس مرتَقَبي اليوم عدنا بحمد الله للكتب واليوم نسلو لفخر الجاه والنسب نسلوا لمجد من الآباء نُورثه ليس المروءة قول المرء: ”كان أبي“ غبنا زمانا تركنا الأرض مائجة والناس سكرى، إذا ناديت لم تُجَب واليوم عدنا لمحو الزور والكذب عدنا لنسكت بعض القول والصخب حتّى يقول أناس في نفوسهم أتاك ويحك عبدالله فاجتنب
!الأحد 1997-10-19. !وهي آخر قصيدةٍ مكتوبةٍ في الكرّاس، وكلّ ما سيلي حتّى (٨٤) هو من الدفتر الضائع، وسأحاول فيه أن أتذكّر المناسبة بنفس النصّ الذي كان مكتوباً فيه إن شاء الله.
(٣٢) الفجر الجديد
من ذلك المنفى البعيـ ـد سيطلع الفجر الجديد أنّى لهم أن يحجبوا الشمس المضيئة بالسدود أنّى لهم أن يمنعوا نور المعالي أن يسود أنّى لهم أن يوثقوا قلباً قويّاً بالقيود أنّى لهم أن يصرفوا عزماً أكيداً لا يحيد أنّى لهم أن ينسخوا ما كان بالأمس المجيد فليشربوا آمالهم إنّ الأماني لن تفيد كم كم أعدّوا من سلا ح كم أعدّوا من حشود وانضمّ في تدبيرهم من كان نحسبه مُريد وانصاع تحت لوائهم من سائر الناس العديد من كلّ إنسان مريـ ـض خلف شيطان مريد والمغرضون المرجفو ن وكلّ إنسان حسود أخذوا مكانك غفلة ونفوك بالوادي البعيد خلف الصحاري والبحا ر وخلف وديان وبيد والأرض صارت ملكهم والناس فيها كالعبيد ظنّوك في ذاك النوى حتماً وقطعاً لن تعود واسترسلوا في لهوهم ما بين أسباب السعود حتّى وظنّوا أنّهم في سعدهم هم للخلود قولوا لهم لا تطمئنْـ ـنوا إنّني قيد الوجود قولوا لهم إنّي غدا سأعود للوادي السعيد سأعود أعلي ما انطوى من ذلك المجد التليد فليخرجوا لي بالعوا لي وليجيئوا بالجنود لن يغلبوا قلباً شجا عاً لا يهاب من الأسود الحقّ منطق قوله والعلم والرأي السديد ومحجّةٍ وعزيمةٍ لين لها صلب الحديد إن يصبروا أو يصمدوا ما كان ينفعهم صمود أنّى لهم أن يهربوا من ذلك النصر العتيد الحمد لله العزيـ ـز الحقّ ذي العرش المجيد الحمد لله الذي يعطي العطاء بلا حدود الحمد لله الكريـ ـم بقدر تسبيح الرعود عدنا إلى الوادي السعيـ ـد وأزهرت فيه الورود واختُطّ في تاريخه نصر تقرّ به العهود وملاحم محفوظة تتلى كما يتلى النشيد لكأنّنا يوم المعا د لأرضنا في يوم عيد
! الثلاثاء 1997-11-11. ! حتّى بعد أن بلغت المائة قصيدةً ظلّت هذه القصيدة من أجود ما قلت.
(٣٣)
في قلعة الصمت الرهيـ ـب وظلمة الليل البهيم حيكت مبادي فتنة تجتاح بالشرّ العظيم أقطابها وزعيمها من كان في أمس هزيم قال الزعيم: ”لتسمعوا ولتفهموا ملء الفُهوم“ ”أن يا فلان ويا فلا ن فلازموا ذاك اللئيم“ ”أن صاحبوه وصادقوا كونوا له مثل النديم“ ”حتّي تحيطوا علمنا من كلّ خاف أو عظيم“ ”ولتصرفوه إلى الملا هي واصرفوه عن العلوم“ ”و يجيء دورك يا فلا ن بأن تدسّ له السموم“ ”فإذا استطعتم فازرعوا فيه الهوى حتّي يهيم“ ”أمّا البقيّة فاتركو ها إنّه ثأري القديم“ فأجابه مَن معجبٌ من قوله: ”هذا عظيم!“ وإذا بصوت خائف: ”ماذا إذا فطن الخصيم“ فأجابه مستوثق: ”أعجب بحالك يا غشيم“ ”تخشى خيالاً واهناً قد صار كالشيء القديم“ إنّا صناديد الورى وزعيمنا نعم الزعيم“ قال الزعيم: ”كفاكمُ لا تصرخوا لي كالخصوم“ ”و لتطمئنّوا ولتصونوا ذلك السرّ الكتيم“ وتقاسموا أدوارهم من ذلك الأمر الذميم – لولا إذا ما صمّموا قالوا: ”إذا شاء الكريم“؟ – وتفرّقوا قرب الصباح وكلّ شيطان رجيم فكأنّهم قطرات ما ءٍ غاص في وجه الأديم لم يعلموا أنّ الذي ظنّوه في جهل عليم تمضي الليالي كلّ يو م ضمّهم ليل عتيم والقول فيما بينهم الكلّ يمشي في السليم يتظاهر الليث الحكيـ م بأنّه أضحى سقيم فتجمّعوا مِن حوله وتظاهروا هم بالهموم قالوا له: ”يا رأسنا نفديك من شرّ فقيم“ ”من عدلكم يا تاجنا قد صارت الدنيا نعيم“ ”فارتح قليلا ولتقوْ وِم في الرعيّة من يقوم“ ”حتّى تعودوا بيننا كالبدر ما بين النجوم“ قال البقيّة منهمُ: ”أن ذلك الرأى السليم“ فأجاب في صوت ضعيـ ـف من ترون بها زعيم“ قالوا: ”فلانا؛ إنّه من بعدكم طَبّ حكيم“ فأجابهم: ”فلتخبرو ه فإنّه شهم هميم“ ”و لتفعلوا ما تنظرو ن فإنّه رأي حكيم“ فتسابقوا لزعيمهم: ”بشراك بالخير العميم“ ”أنّ المخطّط كلّه يمضي كأحسن ما نروم“
(٣٤)
غفرانك يا ربّي أرجو أن تغفر لي هذي الزَلّة أقسمت يميناً في أمر ويميني صارت منحلّة فمعاذ الله من الإثم والكفر المخرج مِالملّة قد كنت فريداً في قومي كالبدر الكامل وأهلّة في سعد تمضي أيّامي ما بين رفاق وأخلّة واليوم دهاني مِن داء فأناخ بمجدي وأظلّه أسقاماً تتلوا أسقاماً والعلّة زادت عالعلّة قد صرت وربّي حيراناً في أمري ألتمس العلّة غادرت مكاني محزوناً بالدمع ثيابي مبتلّة من حولي قوم شمّات أصحاب نفوس معتلّة ورأيت خصومي عن بعد ويميني كانت منشلّة يا ليت حسامي في كفّي لأؤدّب هاتيك الثلّة إن كانت إلاّ أيّاماً تتلوها ساعات قِلّة والمرتبة الأولى ضاعت صارت كالأرض المحتلّة فالأمر جليّ في رأيي ما كان ليحتاج أدلّة لكنيّ سأعود قريباً لأقيم أموراً مختلّة – أأصير بقيّة أيّامي كالشيء المهمل في السلّة – سأعود أعيد بِنا مجدي مزداناً في أبهى حُلّة وأعود لأنّي آلمني أن قيل: ”وداعاً عبدالله“
(٣٥) الخرطوم
من الإفطار في السفرة إلى الأفوال والقِدرة إلى تنسٍ لعباناها بلا علمٍ ولا خِبرة وقول الناس إن يمضوا سلاماً نلتقي بكرة إلى صحبٍ عرفناهم كثارٌ أيّما كثرة من أمدرمان والخرطو م والثورات من جبرة كراماً قد وجدناهم فدامت بيننا العشرة
كفى بالمرء في الخرطو م يلقى كلّ ما سرّه فمنهم من يريد العلـ ـم يسعى حاملا سفره ويمضي في دروس العلـ ـم سعيا مشعلا فكره ويفني وقته درسا مديرا للدنا ظهره إلهي من يريد العلـ ـم حقّا فلتطل عمره
ومن يبغي السياسة فلـ يحاذر؛ إنّها حفرة كثير من توخّاها لأجل الصيت والشهرة إلهي من يريد الصيـ ـت ربي لا تصل ذكره قليل من يريد الحقـْ ـقَ ربي فلتدم نصره ومن يبغي فساد الأر ض ربي فاحططن قدره
ومن يقصد رياض الحسـ ـسن يلقى أرضها ثرّة ويلقى منه ألوانا ويرأى أوجها برّة حسانا زدنه حسنا وظلّ البعض عالفطرة عجيب أنّه جادت بهنّ الأرض لا الزهرة إذا لاقيت واحدة إذن سلّمت بالقدرة كأنّ الموت عيناها إذا بادلتها النظرة تحيل القلب بالعينيـ ـن مجزوءً إلى عشرة عجيب طيبها الفوّا ح عطرا؛ إنّها زهرة وقد شاهدت أقواما لهم للحسن كالهجرة ستلقى من بها شقرة وتعلو خدّها حمرة أما والنّاس ألوانٌ فإنّ الفضل للسمرة ليحذر من سباه الحسـ ـن ربي فلتدم حذره فإنّ الحسن للشيطا ن باب يبتلي عبره
أجار الله أقواماً فكم للحبّ من قدرة فحاذر منه لا تغفل وباعد؛ إنّه جمرة تردّى فيه أقوامٌ ومنهم من يرى قبره لنا في حالهم وعظٌ فخذ من حالهم عِبرة لَكَم من عزّها نفسٌ تسام الذلّ مضطرّة وكم شخصٍ حماك الله يعطي حبّه أمره ويقضي الليل هيمانا شرودا حائر الفكرة فمنهم ذائع الشهرة ومعطي غيره سرّه ومنهم ساكنٌ بالمَيـ ـن حيث الظلّ والخضرة ومنهم كاتمٌ للوجـ ـد كرها صابرٌ دهره ومنهم ذائق الشاكو ش تعلو وجهه عبرة ذرونا من حديث الحبـْ ـبِ لسنا من ذوي الخبرة
ومن يسلك طريق اللهـ ـو يذهب عمره إثره فإنّ اللهو في ظنّي دمار ينسف الصخرة وإن تسلك به مرّة ستدمن؛ إنّه خمرة ألم تبصر به قوما سكارى أيّما سكرة وكم قد شدّ أقواما كأنّ النّاس في السخرة فباعد عنه بالمرّة وحاذر واجتنب شرّه أجرنا منه يا ربي وجنّب قلبنا سحره
إلهي هذه الخرطو م فاجعل نفسنا حرّة ولا تجعل بها شيئا له في نفسنا إمرة
سيأتي بعد أيامٍ زمان الآه والحسرة نتائجنا معلّقةٌ وقلب النّاس في الحَرّة فمن ذاقوا من “الصبّا تِ” قالوا إنها مُرّة تضرّعنا إلى الرحمن جهدا نبتغي ستره وأبدينا ندامتنا وقلنا لو لنا كرّة وقلنا لو تجاوزنا لتبنا هذه المرّة ومنّا ناذر نذرا أداء الحجّ والعمرة وجدناها بعون الله لا شقّ ولا كسرة فذا قد كان إنذارا بصوت واضحالنبرة قديما قال أقوام يقوم المشي بالعثرة فما زدنا سوى عندٍ وما زدنا سوى نفرة
شهدت اليوم ميلاداً لما في أمسه فكرة هلمّوا يا رفاق القسـ مِ كونوا كلّكم زمرة فنحن اليوم ما عدنا كما الأصحاب بل أسرة لئن سرنا طريق النو ر إنّي ضامنٌ يسره أضيئوا أيّما نورٍ وسدّوا أيّما ثغرة فإنّ اليأس والخذلا ن يأتي من فم الإبرة ولا تدعوا سياسيّاً له في أمركم شعرة صحيحٌ أنّ درب الخيـ ـرِ تلقى فيه ما تكره ومن يسلك إلى الخيرا تِ درباً فليطل صبره رفاق الدرب بشراكم غداً بالخير والنصرة بدأنا أمرنا خيراً وبدء الغيث بالقطرة غداً يأتي بإذن الله كلّ الخير والوفرة سنعلوا نحن بالسودان قودوا هذه الطفرة
(٣٦)
! الأبيات التالية قلتها في يومً ترفيهي (أسري) ضمن نشاط الجمعيّة المذكورة أعلاه. وقد انحصرت نشاطات الجمعيّة التي أخرجتها في هذا اليوم الأسري، وعدد وحيد من مجلّة سمّوها "أصداء"، وخمس سمنارات قدّمتها أنا ومروان وأرشد. كانت نسختي الوحيدة في الدفتر الضائع، والآن أكتب من ذاكرتي فقط:
يا داير النُصُح هاك النصح يا مار أوعك واللعب والبنق كلّه دمار وان داير الحفظ، الطب هداك مضمار ( والداير الحفظ في رايي إلّا حمار ) 😝 وان داير الفنون بختك هديك معمار وان داير الشمار برّة بتلاقي شمار وان داير العلم وان دار تسوّي عمار خش الكهربيّة وخش مع الأقمار
!تقريباً الثلاثاء 1998-02-10 أو الثلاثاء 1998-02-17. !من لزوم ما لا يلزم.
(٣٧) بعد الصبر
صبوراً قد تعودناك جَلدا تولّ الصبر إنّ الصبر أجدى يجيب الهائم المهموم: مهلاً علمت الصبر للمعروف أهدى أعينوني على صبري رفاقي فقد والله قد عانيت جهدا وقد جُرّدت من عقلي وقلبي فمدّوني بحبل الصبر مدّا رأيت اليوم – يا ويلي – فتاة بذاك المعرض المملوء وردا – وأيم الله ما عاينت عمداً وهل أختار باب الموت عمدا؟ – لئن تسرد صفات الحسن فيها مللنا من صفات الحسن سردا لقد جمعت إليها كلّ حسن فقل للحسن في الباقين بعدا ووجه جاوز البدرين نوراً وثغر يطعم الآذان شهدا وطيب ينعش الدنيا حياة وطرف يورد الأحياء لحدا فكم أرسلتِ من عينيك سهماً وكم أرديت فرسانا وأُسدا ولولا نظرة بالعين منها تردّ الروح في المقتول ردّا لمتنا من سهام اللحظ حتما فكنّا الآن في الأموات عدّا بعثت الوجد يكوي القلب كيّاً فزدت الآن فوق الوجد وجدا فيا نار الهوى بالقلب رفقاً أنيران الهوى أن كُنّ بردا أجئتينا بجيش الحبّ يسعى لقد جئنا بجيش الصبر جندا ألسنا نحن أرباب المعالي وصُنّاع العلا غوراً ونجدا ألسنا وارثين العزّ إرثاً ألسنا من يزيد المجد مجداً ألسنا نملأ الدنيا عطاءً ألسنا نملأ الأفواه حمدا ولو أرسلت خلف الفخر شعري يطول القول؛ والإنصاف أجدى أراك حديقة تزدان وردا أراك اللؤلؤ المنظوم عقدا أراك الجوهر الموسوم فردا فقد أعجزت كلّ الناس نقدا فيا ليلى رأتك اليوم عيني مصادفة، وما قد كان قصدا وقد أعطيتُ من عينيك عهدا وقد أُعطيتِ من عينيّ عهدا ولكنّ الليالي فرّقتنا وصار الحلم في لقياك بعدا فهل ألقاك في تالي سنيني عديني يا سنيّ العمر وعدا فقد عانيت من طول اصطباري وبعد الصبر يلقى المرء سعدا
(٣٨)
أتينا بابكم وفدا لعلّ قلوبنا تفدى قصدنا عندكم عطفاً فهل من منّة تسدى أجيبوا يا كرام النفـ ـس ناشدناكمُ نشدا أذيقوا عطفكم قوماً لقوا من بأسكم جهدا لقد غرّتهم الدنيا فظنّوا نفسهم أسدا ولم نعرف بأنّ الحبـْ ـب جيش وافر جندا سعت ليلى بجيش الحبـْ ـب في أرواحنا حصدا تجنّى واصفوا ليلى فأعطوا حسنها حدّا إلى ليلى يجيء الحسـ ـن أم من عندها يبدا؟ أراها جوهراً فردا فلم أعرف لها ندّا وحازت طيبة بالقلـ ـب لم تترك به حقدا ولكنيّ ألوم الحبـْ ـب بعدا للهوى بعدا يدسّ السمّ في قول رقيق سائل شهدا ويخفي السقم في عين فإن أبصرتها تعدى وأخفى القوس في طرف وشدّ سهامه شدّا فكم أردى بها قوماً فلم تسطِع لهم عدّا وغطّى من دما قتلا ه خدّا يشبه الوردا وأعطى شعرها لوناً سواداً حالكاً حِدّا وبعد القتل يأتي السبـ ـي والمأسور كالمُردى سبى من عيننا نوماً فأضحى نومنا سهدا ومن يسلكْ طريق الحبـْ ـب يعطِ أمره نردا أرادت قتلنا ليلى أرادت قتلنا عمدا وبالتهيام والتأريـ ـق هدّت جسمنا هدّا وأردت نفسنا وجداً وساقت قلبنا عبدا فإن ووريت في قبري وشقّوا جنبه لحدا فمن قتلاك يا ليلى فصوني بعدنا ودّا
(٣٩)
وجه بدا مثل الصباح فيه الهدى والنور لاح حسناء لم أعرف لها ندّا بعجم أو فصاح ملحاء حازت وحدها شطراً، وشطر للملاح يا لطفها من زهرة وعبيرها بالطيب فاح يا صوتها من بلبل عذبٌ، وفيه الاتّضاح يا حسنها من آية لله من كلّ النواح يا بعدها من غاية في نيلها عين النجاح تجتاح قلبي بالهوى ويحبّ هذا الاجتياح والحبّ في قلبي هوى في وقعه مثل الرماح أثخنتِ قلبي بالجرا ح وماله إلا السماح عجباً؛ تزيد بنا الجرا ح وقولها يشفي الجراح ما تسمعنّ حديثها إلا وكان الانشراح أو تنظرنّ لوجهها إلا رأيت به الصلاح هلا رحمتم نائحاً بالوجد أعياه النواح في حبّكم أوقعتمو ه ولا يباح له البواح قد ضاع في ليل الهمو م فلم يعد يرأى صباح واعتلّ من داء الهيا م وتملكون له اللقاح خلّفتموه مبعثر الــ آمال تذروها الرياح ماذا إذا قلتم له قولاً لطيفاً فاستراح إنّي رأيت الحبّ في عينيكمُ .. قولوا الصراح لكنّكم قوم تقا ة والحياء لكم وشاح لا تكتموني حبّكم فالحبّ مشروعٌ مباح يا من يريدون الصلا ح ولم نرد إلاّ الصلاح نبغي وصالاً في حلا ل لا متاعاً أو سفاح فإذا قبلتم فاجعلوا للحبّ تاجاً بالنكاح وإن اعتذرتم فاتركوا قلبي وأعطوه السراح حتّى يهيم مع الضيا ع ويشتفي مرّ الجراح قالوا قديماً إنّه من راح خلف الحبّ راح
(٤٠)
لئن عانيت من أمري وإن أحسست بالرهب وإن أمسكتها عيني وإن عاينت من قلبي وإن أكثرت في شرحي نقاط الأصل والقطب وإن أصبحت ظمآناً وإن أكثرت من شربي لئن بالغت يا صحبي فهذا لم يكن ذنبي فقد أبصرت من أهوى عياناً، جالساً قربي
وإن جرّدت من قلبي وإن ما همت في دربي وإن أسرفت في وجدي وإن بالغت في حبيّ فحِبيّ بالغٌ في الحسـ ـن جدّاً؛ حسنه يسبي فليلى أعجزت حسناً حسان العجم والعُرب وحازت طيبة بالقلـ ـب لو تدرونها صحبي
جواب منك يا ليلى يسرّ القلب لي حسبي فإن أصبحت في دنيا ي من نكب إلى نكب وإن أصبحت محموماً وإن أحسست بالكرب وإن ما هدّني سقمي وإنّ يشتدّ بي خطبي وإن وُوريت في قبري وكبّوا فيه من ترب فمن قتلاك يا ليلى فهل أحسست بالذنب
(٤٢)
عندما كنت فارسا أقهر القرب والبعيد ها هنا كنت جالسا والورى كلّهم شهود من هنا كنت سائسا ذلك العالم المديد كان قومي أشاوسا ليس نخشى من الأسود ها أنا صرت بائسا ها أنا صرت في الحديد حاك قوم دسائسا وابتغوا قائداً طريد فيهم صار غارسا حقده المفرط الشديد أوهم الناس طامسا مجديَ الخالد التليد شدّ ما كان قارسا عالم الظلم كالجليد الندى صار عابسا والربا صار في جمود والورى صار لابسا حُلّة البؤس والركود كلّها كان عاكسا صبغة الظلم في الوجود هل ترى اليوم دارسا يطلب النافع المفيد؟
ألمح الآن قابسا أُبصر النور من بعيد فارساً جاء كانسا دولة الظلم والقُيود كلّ ما كان خارسا عاد للنطق من جديد
(٤٣)
لا لا ولا لا لا ولا لا ألف لا لا ألف لا لا لست من يرضى الفرا ق أقولها ملء الملا إنا بدأنا سيرة نخطو بها نحو العلا كنا بدأناها سويـْ ـيَاً، لا تكوني من سلا أولم يكن بيني وبيـ ـنك موثق؟ قولي بلى لا تهجري صوتاً تَغَنْـ ـنَى صار باسمك بلبلا لا تتركي قلباً جريـ ـحاً يبتلى هذا البلا لا تتركي عقلاً يضيـ ـع اليوم في موج البِلى علمتِه حبّ العلو م وكنت أنت المنهلا وغرست حبّ الخير في نفسي فصارت مشتلا هل تذكرين مجالساً للأنس في عهد خلا والروض يزهو خضرة والمنتدى والجدولا أيام كنّا جاعليـ ـن العلم فينا مشعلا ما كدت أنساها وقلـ ـبي في هواها ما قلا إنّي سعيد في جوا رك تابع يبدي الولا إن تتركيني يا حيا تي إن ليلي أليلا حاولت أن أحيا بعيـ ـداً عنك وقتاً أطولا فوجدت أني في بعا دك صرت شيئاً مهملا قالت وداعاً قلت لا لا للوداع وألف لا هل تعلمين بأن قو لك نال منيّ مقتلا ما اسطعت إذ قلتِ الودا ع اليوم أن أتحملا العين فاضت دمعها والجوف بالوجد اصطلى والقلب أضحى فارغاً من بعد قولك قد خلا والذهن صار مردداً من ذكرياتك وامتلا رفقاً بروحي إنّ رو حي ناشدتك توسُّلا أيقنت مالي يا فتا تي عن مصيري موئلا لكنّني لا زلت أر جو صابراً ومؤمّلا لا زلت أرجوها وقلـ ـبي آمل أن تعدلا
(٤٤)
!بعد عيد الأضحي في هذا العام كان أوّل من قابلت أمام باب الكلّيّة أ.ع. و ر.أ. قالت لي ر: "كلّ سنة وانت طيّب وان شاء الله السنة الجاية برّة البلد دي"، فقالت لها أ: "عبد الله دا قاعد في البلد"، فقالت لي: "صحي؟" فقلت لها: "آي أنا قاعد"، فقالت: "كان كدا ح يجي يوم تدق لينا الباب تقول داير أقرا العدّاد!". آلمني تلهّف الناس للخروج من هذا البلد، فكتبت:
سعيدٌ بين إخواني عزيز النفس في بلدي غريب من يجوب الأر ض خلف المجد في كبد يظنّ المجد آتيه وعنه المجد في بعد فقلت له مع غضب كفاك القول لا تزد تمتّع في بلاد الغيـ ـر عش فيهم كمضطهد وإنّ المجد أن تختا ر درب الواحد الأحد وأن تنأى عن الأحقا د والخيلاء والحسد وأن تسعى لفعل الخيـ ـر غير الخير لم ترد وأن تزداد من علم فإنّ العلم كالعمد وما أوتيت من مالٍ تصدّق منه كلّ يد يقلّ المال إن تبخل وزاد المال إن تجُد ولم يظفر بنيل المجـ ـد إلّا كلّ مجتهد كفى بالمرْ مِالأمجا د حبّ الخير للبلد ومجد يبتنيه المر ءُ عند الغير كالزبد فمن يبغ السيادة في بلاد الغير لم يسد ومن يبحث عن الأحبا ب عند الغير لم يجد يعيش هناك في منفى ويبقى فيه للأبد ليذهب من يريد المجـ ـد لم ننقص ولم نزد فإنّ العدّ بالإعدا د ليس العدّ بالعدد إلهي بعد هذا الضيـ ـق هل في الناس من مهدي؟ لئن ضاقت بنا الأيّا مُ فلننظر ليوم غد غدا نأتي بإذن الله بالخيرات والرغد
!الثلاثاء 1998-04-14
(٤٥)
ضياء كان كالشمس عظيم الوقع في حِسّي صباح مشرق دوماً فلا غيم ولا يمسي وصوت يمتع الآذا ن واسم حالي الجرس تعاهدنا على حبّ فصنت العهد في نفسي غرست الحبّ في قلبي ونعم الحبّ من غرس فباعت حبّنا ليلى وصار العهد في طمس وصار الحبّ نكراناً وكلّ الأمر للعكس نسيتِ اليوم أيّاماً قضيناها مع الأنس رويداً لم يفت وقت فطول الوقت قد ينسي أبعت الحبّ والعرفا ن بعت الدرّ بالبخس أم الأيّام قد غرّتـ ـكِ فاستعليت كالشمس فما أغباك عن أمري أراك الآن في لبس لئن لم تعلمي قدري فردّيني إلى أمسي لتلقَي فارساً صلداً شديد السطو والبأس فلم يعتد على ذلّ ويمشي رافع الرأس وقيل المجد في خمس وإنّي مالك الخمس ولكنّي دهاني اليو م شيء كان كالمسّ فعزمي صار في نقص وعلمي قلّ للخُمس لأنت الظالم العادي وأنت السرّ في تعسي سلبت النوم من عيني وقلبي صار في الحبس فإن أصبحت في شغل عن الأسفار والدرس وإن ضيّعت أمجادي وإن ضيّعت ذا الكرسي وإن آثرت أن أحيا بعيداّ عن بني جنسي وإن أصبحت في دنيا ي من نَكس إلى نَكس وإن طاوعت أيّامي وإن أسلمت لليأس وإن فارقت دنياي وإن ووريت في رمسي فمن قتلاك يا ليلى فما أقساك يا نفسي
(٤٦)
قد ظنّ بعض الشامتين أنّي على مُلك حزين يا ويلهم من جاهلين يا ليتهم لو يعلمون نُبّئت أنّ الحاسدين قالوا: ”به بعض الجنون“ ما لي وما للقائلين إنّي لحرّ لا سجين ما همّني إن لم يقو لوا غير زور أو ظنون كلّ الذي قالوه من إملاء حقدهم الدفين بل يعلمون مكانتي لم يجهلوا ماذا أكون أن ليس منيّ من يُصدْ دِقُ ذلك القول المشين من لم يصنيّ في غيا بي إنّه بئس القرين لا تسمعنّ المغرضين بل فاسمع القول اليقين الملك محفوظ وقد سلّمته الشخص الأمين أمّا أنا باق على عهدي برغم المدّعين ما خانني قلبي الأميـ ـن اليوم في دنيا خَؤون ما لان لي عزم أكيـ ـد لم يكد يوماً يلين ما قلّ لي علم مديـ ـد لم تغيّره السنين ما نام لي عقل حديـ ـد لم ينم يوماً لحين ما فاتني رأي رشيـ ـد والخليقة في مجون لا يسمعون ولا يعو ن ويفرحون ويمرحون لكنّني مهما يكو ن الناس من حولي رزين حسبي ويكفي حاسدي أن سدت كلّ العالَمين شيّدت مجداً ثابتٌ بنيانه راسٍ متين أرسيته بين العوا لي والقواطع والمتون لكنّ ما شيدته باق على مرّ السنين واليوم إن غادرت مُلـ ـكي إنّما هذا لحين الحمد لله الكريـ ـم الحمد لله المعين إن كان ربّي راضياً فالكلّ في ظنيّ يهون فالمرء ضيف في الحيا ة غدا ستأتيه المنون يكفيه منها زهده بشرى لكم يا زاهدين حسبي من الدنيا صديـ ـق مخلص وأخ حنون ولتخبرُنّ الجاهليـ ـن بأنّني ليث العرين
(٤٧)
يا فكرة بدّدت من طالب طاقة يسعى إلى حلّها والنفس توّاقة ملأت دفاتره حبراً وأوراقه لو كان يعلم ما لاقاه ما شاقه فالخيط لم يكُ يوماً غير علاّقة والشدّ في الخيط لا يحتاج للطاقة
(٤٩)
ما عشت أحيا ذاكراً قولاً لليلى في فمي أنظر لهذا الفارس الـ ـمقدام فوق الأدهم وقد استحقّ مكانة علياء بين الأنجم سيف الضعيف المبتلى ذخر الفقير المعدم يا خلقه من مسلم يا بأسه من هيثم أكرم به من درّة بين السواد الأعظم أعظم به من نيّر عند الظلام الأظلم بوركت يا ليلى وقد أنصفتني فلتنعمي أخشى عليك اليوم شيـ ـئاً واحدا – ولتسلمي – لو تعلمين تبدّل الـ أحوال أن تتألّمي لو قد سمعت الجاهليـ ـن تحدّثوا لم تطعمي لو قد رأيت مجهّلي ومعنّفي ومشتّمي ما لم يكن بالأمس إلــْ ـلا صامتا كالأصمم إن يدفعوه لهيبتي للقول لم يتكلّم ويلاه صار الأجهلو ن معلّماً للأعلم والعلم صار مبعثراً بين الجهالة والعمي من إن تلقّنه العلو م الدهر لم يتعلّم فكأنّما قد أرضعوه جهالة لم يفطم قد صار هذا عالماً جودي عليّ ببلسم ليلى بكت لمّا رأت ما صار بالدمع الهمي من قد تسبّب دمع ليـ ـلى ويله من مجرم إن لم يخف بطشي به حتماً وقطعاً يندم قد غرّه أنّي حليـ ـم فاضل لم أظلم إنّ الحليم إذا ابتدا في بطشه لم يرحم كم من جهول جاهل في النار جهلاً يرتمي الزم حدودك يا فتى ويلاك لا تتقدّم واعرف مكانك في الورى ولأيّ صنف تنتمي إن لم تطع أدب الحديـ ـث مهذّباً فلتلجم إنّي كماء سلسل إن تلتزم لي ألزم فإذا رأيت تطاول أرويت قوماً بالدم
(٥٠)
أيّ حال صار حالي أيّ أمر صار أمري أيّ سوء بتّ أجني أيّ إثم أيّ وزر أيّ خوض في الملاهي أيّ نهر أيّ بحر أيّ أشياء لهتني عن دراساتي وسفري ها أنا قد صرت صفرا خاملا في الناس ذكري هل فقدت اليوم عقلي أم تثنّى سيف نصري ربّ بنت بهواها شغلت قلبي وفكري لم أجد من قبل بنتا مثلها في كلّ عصري جمعت من كلّ حسن فبدت لي مثل بدر مثل حور مثل نور كزهور مثل درّ ألهذا الطرف سحر؟ أيّ سحر أيّ سحر فلها أبديت حبّي ولها أهديت شعري كاد لولا العقل يفنى بهواها كلّ عمري غير أنّي يا صديقي لست أدري لست أدري قد وجدت الآن خلّي رعشة في النفس تسري ذكّرتني يوم أمسي وأرتني فيه قدري أعذريني يا فتاتي إن يكن يرضيك عذري إنّني قد عشت حرّا لم أعش يوما بأسر لم أذق من قبل قهرا ما تمنّى الناس قهري ماله في الحبّ قلبي إنّ هذا الحبّ يزري غير حبّ لبلادي بدمائي هو يجري يا بلادا لك حبّي وفداء لك نحري لو أروني كلّ أرض لم أبادلها ببحري ولقد عاينت نفسي وابتليت اليوم شعري أقرأ الأبيات سطرا بعد سطر بعد سطر لم أجد إلاّ هجاءً عجبا أو بعض فخر لم يكن إلاّ لحور أو لبيض أو لسمر فاحتقرت الآن نفسي وسألت الله ستري كم أضيع اليوم وقتا بين ظهر لي وعصر في جدال أو “شمار” حالة للدمع تجري أيّ حال صار حالي أيّ صفر أيّ صفر
(٥١)
غاية في الأدب تحفة من ذهب لم أجد مثلها في مهاة العرب لم أجد خُلقها في كرام النسب إن أُرد وصفها إنّ ظنيّ كذب أيّ بنت أرى من ذوات الحسب أيّ بدر بدا برهة واحتجب باعثاً حوله هالة من لهب موقداً ناره في قصيف القصب ماله في الهوى والجوى والنصب إن قلبي هوى إنّه قد أحب أرسلت سهمها نحوه كالشهب وابتلت بالهوى والفؤاد انجذب نالني سهمها ليته لم يُصِب ثمّ بانت فما دونها من سبب كم أرى بعدها كلّ شيء ذهب إنّ حُبيّ لها لا يضاهيه حب من لقلبي الذي بالدماء اختضب بتّ أبكي وقد عزّ دوني الطلب في طريقي لها كم لقيت الكرب في غرامي بها قد رأيت العجب باهتمامي بها كم نسيت الكتب في هيامي بها قد فقدت اللقب حالة مُرّة ما لها من سبب إن درب الهوى يا صديقي صعب من قيود الهوى هل لنا من هرب
(٥٣)
تثبّت يا فؤادي قف تمالك أراك اليوم مذهولاً فمالك هل الأيّام قد غيّرن حالك أم الوجه الذي أبصرت هالك أللخيرات تعطي بعض مالك وفي الأهواء تفني كلّ ما لك ترفّق عاذلي يكفيك عذلاً فلو أبصرت حالي ساء حالك فما كان الذي أبصرت وجهاً بل الأنوار قد لاحت حيالك أيا ليلى جمعت الحسن جمعاً فما أبصرت في الدنيا مثالك محال كان أن نحصي جمالك سيكفي الناس إن يعطوا جمالك أمِن شمس السماء ازددت نوراً أم البدر المكمّل كان خالك أم الأزهار قد أهدتك طيباً بل العين الحواري كنّ آلك على هذا الجمال ازددت خلقاً كرام الناس ما نالوا خصالك أنال الصدّ والهجران منك ومنيّ الودّ والإخلاص نالك وهذا القلب هيماناً سعى لك فما أعطيتِه إلاّ دلالك عجيب: في هواك القلب هالك وإنّ القلب يحيى بالهوى لك أذنبي اليوم أن أحببت ليلى؟ فيا ليلى أنيلينا نوالك وإلاّ فليكن قول لطيف فعند الناس إحساس كما لك أموت الآن يا ليلى أجيبي يريد القلب إن ترضي سؤالك أترضين الهلاك لمن تمنّى لك الخيرات دوماً؟ لا أخالك
(٥٤)
أراني كنت خلف الحبـْ ـبِ والأوهام في لهث فقد سافرت أبغي الودْ دَ والإخلاص في بحث فهل أُجزى على الإخلا ص كأس الغدر في خبث لقد أقسمت يا ليلى يميناً صار للحنث وقد عاهدتِني عهداً وصار العهد للنكث وقد أرسلت داء الحبـْ ـبِ ملء النفس في بثّ وقد خلّفت نار الوجـ ـد ملء القلب في بعث فإن أصبحت هيماناً ولم أصبر على مكث وإن ضيّعت أمجادي وكلّ الزرع والحرث وإن لم يبقَ لي شيء خلاف المظهر الرثّ وإن صارت عظامي اليو م نخر السوس والعثّ وإن يجّمّعوا حولي وصار الروح في نفث وإن جاءوا على مالي وإن ما قسّموا إرثي وإن فارقت دنياي وإن ووريت في جدثي فمن قتلاك يا ليلى فهلاّ كنت من يرثي
(٥٦)
أراني ضاع خلف الحبـْ ـبِ والأوهام لي عمري فقد سافرت أبغي الودْ دَ والإخلاص في غيري فهل أُجزى على الإخلا ص كأس الخبث والغدر لقد أقسمتِ يا ليلى يميناً صار للنكر وقد عاهدتني عهداً وما للنقض من عذر وقد أرسلت داء الحبـْ ـبِ ملء النفس في نشر وقد خلّفت نار الوجـ ـد ملء القلب والصدر فإن أصبحت هيماناً ولم أثبت على أمر وإن ضيّعت أمجادي وكلّ الزرع والذخر وإن لم يبقَ لي شيء خلاف المظهر المُزري وإن أصبحت محموماً وعظمي صار للنخر وإن يجّمّعوا حولي وصرت الآن في سُكر وإن جاءوا على مالي وملكي صار في حصر وإن فارقت دنياي وإن ووريت في قبري فمن قتلاك يا ليلى فكوني حافظاً ذكري
(٥٧)
لا تحسبِنّ القلب مل مازال يحيا بالأمل مازلت أرجو آملاً أن تغفري لي ما حصل كلّ امرئ - مهما اتقى- يوما سيُلقى في الزلل هذا وما قد كان مِنـْ ـني ليس بالأمر الجلل فلتصفحي عن هفوة من غفلة بالعقل بل من غيرة في النفس تر بو والفؤاد بها اشتعل إنّ العقاب إذا عدا قدر الخطيئة ما عدل أمّا الفراق فذاك حكـ ـم فوق حدّ المحتمل هل أخبروك بأنّ حا لي صار ضرباً للمثل هل خبّروك بأنّ جسـ ـمي كاد يعيا بالشلل هل بلّغوك بأنّ عقـ ـلي ناله بعض الخبل والقلب أضحى حاملاً آثار جرح ما اندمل لكنّني مهما أُلا قي من صدود لا أمل دعكِ الغداة من العتا ب ودعكِ من هذا الهزل هل تذكرين العهد؟ قو لي هل يضيع العهد هل؟ هل تذكرين وِدادنا في أمسنا؟ قولي أجل ما فاتنا شيء فإنْ نَ الودّ باق لم يزل ودّ قديم خالد ما بيننا منذ الأزل ما غيّرت فيه السنيـ ـن ولم تطله ولم تنل مازال حبيّ كاملاً مازلتِ كالبدر اكتمل مازال قلبي آملاً مازلتِ لي نور الأمل مازلت أبدي للهوى مازلتِ تبدين الخجل مازلت أشقى في النوى مازلتِ أنأى من زحل مازال يدنينا هوا نا رغم أيّام دول مازلتِ لي مهما أُلا قي في حياتي يا أمل
(٥٨)
لقيت اليوم من أهوى وقلبي سائر وفقه رفيق غاية في الحسـ ـن، حقّا نعمة الرفقة رقيق وافر خُلقاً حرام بعده الرقّة شقيق القلب مهما غا ب مهما زادت الشقّة تطلّعنا إلى بعض فلم نسمع ولم نفقه كلانا غارق والحبـْ ـبُ بحر بالغ عنقه وكم في النفس من قول له لم استطع نطقه تبادلنا مع صمت عبارات بدت طلقة فما في الودّ من باب سوى بادلته طرقه وكان القلب هيماناً وما أوفيته حقّه أراد القلب أن أبقى ولكن عقله عقّه ثوان ثمّ فُرّقنا كأنّي اليوم لم ألقه وكاد الدمع لي ينسا ب لمّا حانت الفرقة وصار القلب معتلاًّ لفرط الوجد والحُرقة ولكن بيننا عهد وإنّي ضامن صدقه ومهما شقّت الدنيا فإنّي ذاكر رفقه وذا قلبي يعدّ الوقـ ـت عدّاً دقّة دقّة
(٥٩)
حبيب ليس لي بعده فريد لم أجد ندّه كريم غاية في الخلـ ـق ما من رقّة بعده فلا صدّ ولا ردّ ولا عِند ولا حِدّة عجيب طيبه الفوا ح عطراً؛ إنّه وردة ولي في حسنه قول طويل إن أُرد سرده وبالإجمال ما في الحسـ ـن إلاّ بالغ حدّه تهون الأرض ما كانت إذا أبدى لنا ودّه شقينا نحن إن يشقَ وأضحى سعدنا سعده فؤاد بل قلوب بل نفوس أصبحت عنده ولكن غاب عن عيني وإنّي لم أُطِق بعده فلي جسم عليلاً صا ر هدّا سقمه هدّه ولي نفس كواها الوجـ ـد إلاّ أنّها جَلدة ولكنيّ حفيظ العهـ ـد مهما طالت المدّة فمهما ينسني حبيّ فإنّي ذاكر عهده ومهما ضاقت الدنيا فإنّي ذاكر وعده وإنّي كم سألت الله في الأيّام لي ردّه ألا عودي جزاك الله كلّ الخير يا وردة
(٦٠)
بلاد قد حكمناها وإنّ الحكم للباري تركناه وما شئنا بلا قصد؛ بأقدار لئن كنّا تركناها فهذا طارئ طاري أما علم بذي عقل ولا درس لأسفار ولا شاكٍ ولا باكٍ ولا ساع ولا قاري حرام أن تكون البنـ ـت فينا عمدة الدار وقال البعض عبد الله يكفيها وما داري بأنيّ صرت معذوراً تطول اليوم أعذاري وأنّي بِتّ مشغولاً وليس السبق مضماري رجال لم أجد فيهم رجالا غير تذكار فما خاضوا – ولا كادوا – قتال الساحة الضاري ألا بشرى لآلاء ببيع دون أسعار ألا سودي كما شئتِ فأنت البائع الشاري وأنت الآمر الناهي وما تقضينه ساري ولكن فاذكري أنّي قريب الدار كالجار ولي بالدار مسمار ولي عَود لمسماري ألا فلترقبي عَودي على نار على نار
(٦١)
! في هذا اليوم كان المتوقّع ظهور نتيجة الفصل الدراسي الثاني الذي كان أدائي فيه سيّئاً، فكتبت القصيدة التالية أرثي فيها نفسي:
عذاب النفس بي بادي وسوء الحال بي بادي أيا آلام لي عودي ويا أوجاع فازدادي أنا من سادهم كُلاًّ وكلٌّ صار أسيادي أنا الجاني على نفسي أنا الباغي أنا العادي أنا المختار أن أحيا طريداً حسرتي زادي أنا من ضيّع الدنيا أنا ضيّعت أمجادي ولدت الأمس عملاقاً مجيداً يوم ميلادي فكم سطّرت أمجاداً وكم شيّدت أوتادي وكم حقّقت أحلاماً بعون القادر الهادي وكم طوّعت أيّامي وكم كم فقت أندادي وها طاوعت أيّامي وفاق الندّ والبادي توالى بعدُ روّاد شِداد بعد روّاد وعادت من خلت قبلي وكانت لي بمرصاد لهذا إنّني أرجو رجوعاً بعد إبعادي فلي والأرض ميعاد وها قد حان ميعادي
! الأربعاء 1998-07-01.
(٦٢)
! بدون مناسبة محدّدة كتبت القصيدة التالية:
بسمتي راحت ولم تعد منذ راح الناس من بلدي ما قليلٌ من سلا بلدي بل كثارٌ هم بلا عدد من حبيبٍ غاب ناظره وقريبٍ راح للأبد وصديقٍ مثله أبداً من نساء الأرض لم تلد(٠) "يا فلانا" كم علا صوتي باحثاً حولي فلم أجد لم يجب إلّا صدى صوتي لم يكن في الدار من أحد قال لي يكفيك صيحاتٍ لا تزد يا هذا لا تزد لو بكيت اليوم من حزنٍ لم يفدك الحزن لم يُفد أو قضيت الدهر منتظراً لم يعد من راح لم يعد لا يخنك الصبر في الشِدد لا يخنك الصبر في الشِدد ما أراني غير مصطبر هل تراني غير ذي جلد؟ هل سعيدٌ من سلا بلدي آخذا منّي ومن سعدي؟ لست أحسده على شيءٍ لست من يقتات بالحسد لا ألوم اليوم من ذهبوا لا ألومهمو ولم أُرد طالبين العلم في شغف والعلا حقّت لمجتهد منهمو من طالبٌ سببا من سعيد العيش والرغد منهمو من هاربٌ هربا من حياة الذل والنكد علّه قد كان مضطهدا هجرةٌ حلّت لمضطهد
لي حبيبٌ راح من بلدي حاملاً روحي، ولي جسدي قال لي سرّا، وودّعني انتظر عَودي بيوم غد قد مضى دهرٌ ولم يَعُد ليته بالعَود لم يعِد غير ان لازلت أرقبه رغم طول الوقت والأمد علّ حبّي راجعٌ يوما لي وإلّا متّ بالكمد يوم عاد الحبّ للبلد يوم دام السعد للأبد
! الأربعاء ١٧ يوليو ١٩٩٨ ! "قال لي سرّا، وودّعني انتظر عَودي بيوم غدِ" معناها أنّها أسرّت لي بحبّها ثمّ ودّغتني قائلة: "انتظر عَودي بيوم غدِ".(٠)
(٠ فيما أذكر، كان ببالي زميل المرحلة الثانوية، الصديق الخلوق عمّار صلاح الدين عثمان محجوب، مؤسّس جمعيّة العلوم في المرحلة الثانويّة، والذي غادرنا إلى الولايات المتّحدة. له التحيّة أيّما كان. ٠) (٠ فضلا عن التعليق المكتوب مع النص، مازلت أذكر اليوم، 2024-03-14، أثناء تحرير نسخة إلكترونيّة من النص، مازلت أذكر أنّ هذا الجزء الأخير متأثّر بالمشهد الأخير في فيلم "All I Want for Christmas"، والذي حكيت عنه في وقت لاحق على صفحتي في فيسبوك ٠)
(٦٣)
أأفلت من يدي حمل اللواء وأقضي الوقت في حبّ الناس؟ كلامٌ باطل قد خاض فيه رعاع الناس من باب الغباء أرادوا كيدنا والطعن فينا بزور بل ضلالٍ بل هراء وظنّوا أنّهم نالوا مكاني وهذا كان أنأى من ذُكاء لئن أبديت ميلي في مزاحٍ فبعض الناس يهوى في الخفاء حفظنا سرّهم دهراً وفاءً وستر الناس من أصل الوفاء ولكن لم يراعوا كلّ هذا وخاضوا في الحديث بلا اتّقاء وظنّوا قولنا بالأمس جِدّا وزادوا فيه من كلّ افتراء ولم يلقوا إلى النصّاح سمعاً ولم يخشوا، بل اختاروا عدائي فلي فيهم من الأمثال قولٌ طويلٌ كان من دون انتهاء كلصٍّ صار في أيدي القضاء وباغٍ جاءه يوم اللقاء وعارٍ بات في ليل الشتاء وعودٍ صار مسلوخ اللحاء وصيدٍ دون مأوى في العراء وجرمٍ غاب في عرض السماء وضلٍّ تائهٍ في الأرض نائي وماشٍ في الصحارى دون ماء إليكم فاسمعوا هذا بيانٌ لقد عكّرتمو حمقاً صفائي لئن جرّبتمو طول احتمالي فهل جرّبتمو طعم الشواء؟ سأشويكم على الجنبين مهلاً فذوقوا من يدي مرّ الجزاء
! الإثنين 1998-08-10
(٦٤)
! بعد أيّام من قصّة "س" التي أخرسنا فيها الأفواه (بحمد الله تعالى)، عدت لأكتب القصيدة التالية. وهي من السبعشريّات التلقائيّة (أيّ جاءت في ١٧ بيت بدون تعمّد)، والمعنى بها "ص".
هذا الفتى يا قوم ماذا أوجعه؟ قولوا لنا علّي أواسي أدمعه قالوا: له نجمٌ منيرٌ طالعه حِبّ له في حسنه ما أروعه عالٍ، وعالٍ خلقه ما أرفعه لكن نأى في بعده، ما أشسعه عضّ الفتى من فرط حزن أصبعه ياليته يصحو فيلقاه معه قد صاغ عنّي الشائعات الشائعة حتّى يقال اسم الحبيب فيسمعه لو كان يدري أنّه لن ينفعه! ما شئت من حزني له أن أمنعه لكن نوى بعض الورى أن يصفعه حاولت من خوفي له أن أردعه لمن أبى نصحي له أن يسمعه ما كان يدري، علّ هذا شافعه إن مسّ في جرح قلوبا أربعة!
! الأربعاء 1998-08-19
(٦٥) في حضرة الأميرة
! القصيدة التالية لفتاةٍ معيّنة لن أذكر اسمها لأسبابٍ أمنيّة.
كان لي عذرٌ قويّ حين غادرت الكتب أعذروني يا ملا في كلّ شيءٍ، والسبب أنّني أبصرت شيئا من أعاجيب العجب قد رأى طرفي فتاة من رفيعات النسب إن أوازنها بتبرٍ لم يوازنها الذهب إنّها حسنٌ مقيمٌ فوق تلّ من أدب
كنت أمشي في سلامٍ لا عذابٌ لا رهب حينما أبصرت نورا وابتدا عهد الكُرب قال لي الشيطان: إذهب تبّ شيطاني وتب قلت قد يرضى فؤادي لو رآه عن كثب كنت أمشي مثل ضلٍّ في طريقي للّهب كحديد في مجال مغنطيسٍ فانجذب في طريقي ذاب قلبي مثل شمع وانسكب إذ رأى أشلاء قتـ ـلاها عيانا فارتعب صار قلبي إذ رآها في هيامٍ واضطرب قلت يا قلبي تثبّت إنّ لي يا قلبُ رب لا تخفها بل تقدّم لا تبالِ، لا تهب فلقد أُدخلت سجنا ليس منه من هرب
ولعلّي بلسان ناله بعض العطب قلت يا قوم سلاما باحترامٍ وأدب نظرت لي ثمّ نادتـ ـني بـ"يا ربّ اللقب" "ما أراك اليوم إلاّ مثل تاريخٍ كُتِب" "كنت مقداما وصلدا ما له اليوم انتكب" قلت في صوت حزينٍ: "دونما أدنى سبب" "غير أنّي سوف أسعى دون ملكي في طلب" "فأعيدي لي رجاءً بعض لبّي المختلب" فأجابت بابتسام: "عزّني هذا الطلب" "إنّ من يعطي عطاءً لم يسل عمّا وهب" "ولقد سرت طريقا فاحتمل فيه الصعب" ثمّ قالت: "للقاءٍ سنراكم عن قُرُب" "نتمنّى أن نراكم في القريب المرتقب" "مثلما نجم عظيم بين أضواء الشهب"
هي لحظات وبانت مثل بدرٍ واحتجب بعدها أحسست حولي كلّ شيءٍ قد ذهب بعدها قد صار قلبي مثل نيران القصب لم يعد لي في حياتي بعدها إلاّ النصب ليت عيني ما رأتها ليت سمعي قد كذب ليت شعري ما رواها ليت خطوي ما اقترب ليت صدري ما حواها ليت قلبي ما أحب رُبّ رامٍ دون سهمٍ ومصاب لم يُصَب
! السبت 1998-08-22.
(٦٦)
! لنفس صاحبة القصيدة السابقة كتبت:
عذابي كان من حسنٍ تمادى وطرفٍ للرماية قد أجادا ونظرات حماك الله منها تحيل الحيّ من فورٍ جمادا ووجه يجعل الدنيا نهاراً وشعرٍ يملأ الدنيا سوادا فما يصحو على الدنيا صباحٌ سوى في الحسن تزداد ازديادا وقبل الحسن يأتي الخلق بحراً وتأتي رقّةٌ فيها تهادى
كأنّي مرّ بي شيء عجيبٌ فألفاني على بعدٌ فنادى فجئت إليه — يا ويلاي — جهلاً فلمّا صرت في مرماه صادا فحاولت الفرار الآن منه ولكن لم يتمّم لي مرادا وأمطرني سهاماً لا أراها تصيب القلب حتماً لا حيادا وساقوني إلى قصرٍ أسيراً فيا دنيا أقيمي لي حدادا ونادتني الأميرة ثمّ قالت: "أراني سُدت من بالأمس سادا" فقلت لها: "أراني لا أبالي لعلّ الأمس يوماً أن يُعادا" فقالت لي: "أن انس الأمس أصلا فما هدّمت شيئاً لن يشادا" فقلت: "بلى، سأبنيه بناءً ألسنا نحن من كنّا شدادا؟" فثارت، ثمّ نادتهم: "خذوه لسجنٍ كي يلاقي ما أرادا" "فإنّي لم أُرِد إلّا ولاءً وإنّي لم أجد إلّا عنادا" وساقوني إلى سجن رهيب يذيب القلب رعباً وارتعادا بهذا السجن قد أبقيت دهراً وكاد اليأس يغزو العقل كادا عناداً كان هذا أم غرورا؟ فلم أفلح ولا قلبي استفادا أبت نفسي مع أنّي محبّ ونفس الحرّ تأبى أن تقادا فإن تعد الأميرة لي بسجني إذن في الحال أبديت الودادا!
!الإثنين 1998-08-31
(٦٧) أميرة الحسن
! ولها نفسها كتبت:
سيرة في الحسن سيرة عند هاتيك الأميرة في أولات الحسن كانت خيرما ختم لخيرة في ذوات الخلق كانت دونما شك سفيرة إنّها روض من الأز هار ما أبهى زهوره إنّها جنّات ورد فاح ما أزكى عبيره لونها الأسمر يبدو مثل جنّات نضيرة إن عددت الحسن فيها احتجت أيّاما كثيرة يا صباحا لاح منها بلـّغ الآفاق نوره يا سواد الليل هل أبـ ـصرت هاتيك الضفيرة؟ كلّ من يرنو إليها قدّر الأيدي القديرة كلّما أمعنت فيها ازددت إعجابا وحيرة كلّما أبصرت شخصا قربها أزداد غيرة كلّما قرّبت منها ذابت النفس الوقورة كلّما أبعدت عنها زرفت عيني المطيرة قل لهذا الريم مالي لم أجد إلاّ نفوره لم يكن يدري بأنّ الـ ـقلب قد أضحى أسيره لم تكن تدري بحبّي فهي لا زالت صغيرة ليتها تدري بحالي أو بأيّامي العسيرة يا صديقي إنّ قلبي لم يعد يدري مصيره قد كواني الوجد كيّا إنّما نفسي صبورة علّ عمري قد تبقّى منه أيّاما قصيرة غير أن خلّدت نفسي تاركا في الحبّ سيرة لست ندمانا على حبـْ ـبٍ به نفسي فخورة لا تلمني في هواها إنّها الشمس المنيرة
!السبت 1998-09-05. !وأعدّها من أجود ما كتبت، ومن أكثره تلقائيّة كذلك. كنت أريد أن أنام فلم يحضرني النوم، ثمّ حضرت في رأسي هذه القصيدة فقمت وكتبتها بهذا الشكل.
(٦٩)
الأرض صارت كالجحيم من بعد أن ساد الزعيم الزهر حلّ محلّه الــ أشواك تنضح بالسموم والعلم صار مكانه الــ إظلام والجهل العميم والناس كم تشكو وقو ع الظلم لله العليم يا ربّ قد ضقنا وضا ق الحال فرّج يا كريم
إنّ الزعيم وقد تولــْ لَى الأمر جبّار ظلوم رأس على قوم شِرا ر النفس قلبهمُ سقيم يبغون يدفعهم لفعـ ـل الشرّ شيطان رجيم حادوا عن الدرب القويــ ـم وحاربوا من يستقيم يمشون فوق العلم للــ ـم للغايات؛ أرثي للعلوم هم في العلالي في حبو ر بين أسباب النعيم والناس تحت الأرض أمـ ـوات رقود لا تقوم إنّى تقوم وروحهم عجفاء خاوية العزوم والسوط والجلاّد ينـ ـتظران والضرب الأليم
إنّ الزعيم منغّص في ذلك السعد العظيم الليث حيّ لم يمت ووجوده نبع الهموم إن مات دام السعد لــ ـكن ليس مِن سعد يدوم يا ليت يسعفه الزما ن فيثأر الثأر القديم والليث مرهوب برغــ ـم الداء تخشاه الخصوم والأرض آلت للدما ر تخاف من أمر وخيم والناس تنتظر الصبا ح وترتجي عود النسيم
قل للزعيم وإهله الــ أخطار خولكمُ تحوم الأرض كادت أن تمو ج وطردكم أضحى حتيم إذ ذاك لن يجدي الملا م فإنّه أنت الملوم قد سرّ قلبي قول بعـ ـض الناس يوماً للزعيم ”إنّ الزعيم هو الزعيـ ـم وإنّما أنتم رسوم“
(٧١)
! كنت قد خطوت خطوة كبيرة في البرمجة سجّلتها في دفتري الضائع ثمّ كتبت: "وبهذه المناسبة قرّرت أن أرفّه عن نفسي ببعض الأبيات"، ثمّ كتب القصيدة التالية. وسرّ هذا الكلام هو أنّني في تلك الأيّام فكّرت أن أقلع عن الشعر العاطفي، ثمّ اتّخذت هذا الإنجاز مبرّرا للترفيه.
شجوني أشعلت حارّة وتي الأشعار لي دارّة وهذا من طلوع الشمـ ـس في السودان والقارّة فتاةٌ في صفاء اللو ن مثل العاج مصفارّة نقيّ قلبها صافٍ كقلب الطفلة البارّة تسرّ العين إن لاحت لهذا سميّت سارّة أماتتنا وأردتنا إذا جاءت بنا مارّة وعادت ثمّ أحيتنا إذا عادت لنا كارّة وان تنأَ نأت عنّا قلوبٌ هربت فارّة إذا نالت سهام الحبْـ ـبِ شخصاً إنّها ضارّة وإن نالته نار الوجـ ـد يوماً إنّها حارّة وقلبي فيه حمّى الحبْـ ـبِ من آثارها ذارّة وجسمي فيه نار الوجـ ـد من تعذيبها جارّة وعيني أدميت بالدمـ ـع إلّا أنّها قارّة
!الجمعة 1998-10-16. !تذكّرت أنّني كتبت: "بهذه الأبيات التي فيها خرقٌ صريحٌ لقواعد العروض(٠) لعلّة مفهومة.
(٠ الخرق المقصود هو التقاء الساكنين في قافية القصيدة. ٠)
(٧٢)
! كنت قد سحبت اللقب من واحدة بسبب الحمرة التي تكسوها، ثمّ عدت لأكتب:
يا فرحة ما تمّتِ يا غمّة قد عمّتِ يا صدمةً قاسيتها قد ثبّطت من همّتي يا فرقةً عن كلّ ألـ ـوان الأسى قد نمّتِ يا تحفةً من مثلها قد لا أرى في أمّتي يا آيةً من دونما ذنبٍ لها قد ذُمّتِ أشفق بنفسي حين حا ن البين من مهتمّة أرثي لحالي حينها بين الأسى والغمّة ضمّت ضلوعي قصّة من بعدها ما ضمّتِ سمّتك نفسي منذ فجـ ـر العمر لمّا سمّتِ واليوم ودّعت الهوى في قصّة ما تمّتِ لكنّه لا زال عنـ ـدي عهدها في ذمّتي
! الخميس 1998-10-22
(٧٣)
! في يوم الأحد 1998-10-25 كان معي عمر وأسامة وقدّمتهم إلى المؤسّسة. وفي انتظار المواصلات مرّت من أمامنا سيّارة ميرسيدس تجلس في مقعدها الخلفي فتاة في مطلع الصبا، حسنة الوجه بريئة النظرة. وفي وقفتنا تلك علّقت عليها. وفي اليوم التالي كتبت الأبيات التالية، وهي كما ترى لا تناسب الظرف وإنّما استمررت فيها كتمرين على هذا البحر الجديد.
درّة الدرّ أو لعلّك أغلى لست ألقى على جمالك مثلا إنت حسنٌ، فمن ترى لك ندٌّ؟ كنت للحسن عند غيرك نهلا يا حياء جعلتِه لك ثوبا ونضارا يبين فيك ونبلا إذ أرى تلكم العيون عيانا يذهب العقل والوقار ويبلى لو ترى شدّة البراءة فيها لتمنّيت أن تُصيّر طفلا وأراها كأن هناك أمورٌ شغلتها عن التحدّث كُلّا وأنا ازددت إذ رأيتك شغلا أنت شغلي فما تُرى لك شغلا؟ وبنفسي وقد نأيت سؤالٌ أقريبٌ ترى لقاؤك أم لا؟ لست أحيا مع بعادك سعداً لست أروى ولست أطعم أكلا يا حياتي ويا أليفة روحي أنت أهلي، فليتني لك أهلا!
!الإثنين 1998-10-26
(٧٤)
نُشر في المجلّة الشعريّة بكلّيّة الهندسة، والتي كان عاملاً على تحريرها حاتم النويري، نُشرت قصيدة باللغة الانجليزيّة، ذكروا أنّها أهديت لهم في الانترنت. فكّرت أن أختبر نفسي في كتابة الشعر باللغة الانجليزيّة فكتبت ما يلي، وتلاحظ أنّه حتّى عندما انتقلت إلى لغة أخرى لم أستطع أن أخرج من نمط شعر العمود.
It was me who lost his fame It was me who lost his game Me was knocked out of the frame Never the less I feel the same Not disgusted nor felt shame If you think I’m not to blame I was working since I came Have been working for my aim And my aim is not my name
الأحد 1998-11-15
(٧٥) Why & Why
وكتبت أيضا:
Why we learn until we die? {}{Working hard and earning Φ}{} {}{Using e and using π}{} {}{Wasting life in seeking ψ}{} {"}{ψ" is spmething like "lie}{"} Hadn't not known feeling shy I would have said I want to cry Why we learn until we die? Tell me, answer, say, reply You are silent, tell me why?
الإثنين 1998-11-16، والمعني بها مادّة إلكترونيّات الحالة الجامدة.
(٧٦)
! عُرض في تلفزيون السودان فيلم بعنوان "مدينة الملائكة"، وكان فيه أغنية فيها: "I am going home, just take my hand I'll get my way"، كانت تُغنّى بطريقة مؤثّرة أوحت لي بالقصيدة التالية من السبعشريّات:
سأعود لحضنك يا وطنيْ ما حالت دوني أيّامي فأنا من دونك يا وطني لا أملك إلاّ أحلامي في أرضٍ غيرك يا وطني أحيا في دنيا الأوهام زرعي فيها من آمالٍ أسقيها من دمعي الهامي يتذكّر قلبي أيّامي وتخطّ الذكرى أقلامي وطني علّمني أن أحيا حرّاً وأعيش به سامي علّمني معنى أن نمشي أحراراً مرفوعي الهام وطني في بعدك لا أحيا إلاّ كحياة الإعدام والنور بعيداً عن وطني في عيني مثل الإظلام وأرى نفسي وأرى قومي أقزاماً أو كالأقزام لا نجني إلاّ آلاماً في آلامٍ في آلام إن ضاع طريقك يا وطني فدليلي نحوك أقدامي سأعود لحضنك يا وطني كيما يشفى جرحي الدامي سأعود لأرضٍ أهواها وأعود لثغرٍ بسّام ويعود قريبي وحبيبي وصديقي وبنو أعمامي ونغنّي باسمك يا وطني ونردّد أحلى الأنغام وأعيش بقيّة أيّامي في أرض سلامي ووئامي
! السبت 1999-01-11
(٧٧)
! الأبيات التالية ألقيتها في اليوم الختامي لأسبوع المهندس التاسع بدار المهندس، وقد ألّفتها خصّيصاً لهذا الغرض:
ليس عندي ما أقوله غير قولٍ لا أطيله إنّكم كنتم مثالاً لم يعد يرآي مثيله إنّكم نلتم منالاً لم يخفكم مستحيله إنّكم جئتم محالاُ لم يكن يرجى حصوله إنّكم كنتم رجالاً قلّ فيكم ما أقوله
! الخميس 1999-02-25، وهو اليوم الختامي لأسبوع المهندس التاسع.
(٧٨) لأنّي لم أكن أدري
غرست الحبّ في نفسي رياضا.. جنّة خضراء ملء القلب والصدر لأنّي لم أكن أدري فقد قلّلت من قدري وأعطيت الهوى أمري وكم أسرجت في فكري ضروبا من أحاديث الهوى العذري ومن ألحان أشجان جرت تنساب في نثري وكم قد عشت في الآمال والأحلام لو تدري قليلا؟ لا مرارا؟ لا كثيرا؟ بل بلا حصر! وعن محبوبتي فاسأل فتاة لونها خمري نقيّ حسنها فطري رفيع خلقها تبري لطيف قولها سحري أراها درّة الدرّ أراها جنّة الزهر أراها نسمة الفجر أراها هالة البدر وبالإجمال يا هذا نأى عن وصفها شعري زمان عشته حلما سعيدا لست أنساه فما يدريك يا نفسي بكون الحال لولاه؟ ومن يدري بكون الحال لو ما زلت أحياه؟ أمن عهد سعيدا كان آل الأمر للحسر؟ فإن لم أدر ما نفسي ومن أين ابتدا أمسي ولم أعرف إلى ماذا انتهى أمري فإنّي الآن قد أدري بأنّي عدت للصفر
(٧٩)
ماض لأجني غاية ما دونها إلاّ الممات إن عشت في أرضي طريـ ـداً ما إذن طعم الحياة يا ربّ أرض جنّة خضراء صارت كالرفاة يا ربّ يوم حلّ تلــ ك الأرض بعض من جُناة من بعد أن كنّا سوا ءً قسّمونا في فئات يعطوننا من بعض فضـ ـلات وبعض من فتات وهمُ سعيد ينهلو ن الشهد والماء الفرات
عزّيت نفسي أنّه ما فات يوم الأمس فات وقطعت ما بيني وبيـ ـن اللهو أسباب الصلات ودعوت ربّي كلّ يو م بعد أوقات الصلاة وملأت نفسي بالثبا ت وإنّه نعم الثبات فلتخبرُنّ الجاهليـ ـن بأنّ عبد الله آت إنّي سآتيهم بإذ ن الله من كلّ الجهات سنردّ هذا الجمع مهـ ـما كان صلداً للشتات فليجمعوا من بعض حا جات ويسعوا للنجاة أقسمت أنّي جاعل منهم لمن يأتي عِظات في يوم عيد خالد قد زغردت فيه البنات
(٨٠)
وأنا رهن انشغالي بخلافات وكتب إذ رأت عيني فتاةً آية كانت بقربي ثغرها البسّام سحرٌ حسنها الفتّان يسبي لم يزدها الحسن عُجباً فعجيبٌ كلّ عُجب هي في بادي صباها لعبت بي كلّ ضربِ وأنا جنبي صديقٌ لم يكد يدري بخطبي كلّما سقت حديثي لأحاسيسي وحبّي ردّ أطراف حديثي لنزاعاتٍ وحرب لا تحدّثني بحربٍ فلقيت لاقيت نحبي ثمّ أنّا قد خرجنا وبرأسي كلّ جذب أملاك من رأينا؟ أم خيالٌ؟ لا وربّي! لو طلبنا أن نراها في خيالٍ لم تلبّي وأنا بين ظنوني إذ بها مرّت بجني لم أودّعها ولكن عندها ودّعت قلبي ثمّ عدنا عند أهليـ ـنا وقد فارقت حِبّي تسكب الآهات والأشـ ـواق عيني كلّ سكب {}{بعد أيّامٍ قلالٍ}{} بين آلٍ لي وصحبي شاقني قلبي فقلت يا خيالي قم فَطِر بي حيثما قد كان قلبي عند مولاتي ولبّي علّني أشفى قليلاً فهي من يدري بطبّي وإذا لم ألتقيها فلقاء الطيف حسبي
(٨١)
! في يوم الأحد 1999-07-28 دعانا نزار جاد كريم أنا وأسامة أرو لحضور ليلةٍ شعريّة في شمبات قدّمها عاطف خيري والصادق الرضي. كان شعرهما غير مفهوم والناس يصفّقون بشدّة. في طريق عودتي للمنزل فكّرت أن أكتب على طريقتهم، أو على الأقل الأسلوب الحديث. ولكنّني ظللت متقيّداً بالبنية العموديّة. خطرت لي الأبيات الأخيرة ثمّ أكملت القصيدة في ذلك اليوم واليوم التالي وأعدت ترتيبها. وهي من الأوزان الخفيفة جدّا.
بلينا بحبٍّ وما من طبيب بعيني محبٍّ رأينا العجيب رأينا عيوناً أطلن النحيب رأينا عيوناً جلبن الخطوب رأينا عيوناً غلبن الخطيب رأينا عيوناً خلبن اللبيب رأينا عيوناً بسهم تصيب رأينا سهاما تميت القلوب رأينا الأماني كثيرا تخيب حياةٌ هناءٌ.. وموتٌ قريب! روينا المعاني شموعاً تذوب ذهبنا بعيداً فأنّى نؤوب غرقنا عميقاً نجوب الدروب سألنا نجاةً.. وما من مجيب أعدنا؛ أعدنا؛ عسانا نتوب لماذا نتوب؟ لماذا الهروب؟ أحبٌّ حرامٌ وشيءٌ يعيب؟ سعيدٌ بحبّي؛ لعلّي مصيب! وعندي حبيبٌ بقلبي لعوب كنور الصباح وشمس الغروب ولحن المساء لسمع طروب وحلو الغناء بصوتٍ عذوب عجيبٌ؛ عجيب! لنعم الحبيب
!الخميس 1999-07-29
(٨٤)
إنّ في عينيك سحرا لم يذر بالعقل فكرا مذ رأيت عينيك عيني جاء جيش الحبّ يترا هيّج الأشجان عندي واستفاض الشعر بحرا كان كلّ الناس حولي في عيوني الحبَّ يقرا سألوا إن كنت أهوى فأجبت الناس نكرا ثمّ أن ذكّرت نفسي أنّ قول الصدق أحرى لست أدري لِم أخفي إنّما عيناك أدرى يا فتاتي يا حيّاتي إنّني قد متّ صبرا إنّ لي قلبا عليلاً كاتماً للوجد دهرا كلّما هاجت شجوني أودع الأشجان صدرا كلّما فاضت عيوني أبتغي مِالناس سترا في دمائي الحبّ يجري وأكنّ الحبّ سرّا كلّما ترآك عيني زاد هذا الحبّ قدرا فيزيد القلب وجداً وتذوب النفس شعرا غير أنّي فاض حبّي .. .. أتمنّى منك عذرا سوف أدعو الناس حولي قائلاً للناس جهرا إنّني أهوى .. "فتاةً" ما أطال الله عمرا
(٨٥) خطاب
!كنت شديد الإعجاب بفتاةٍ رأيتها في بداية عامنا الدراسيّ الثالث في الكلّيّة، فخلتها من الكواسر (دفعة ٩٨)؛ ورحنا ننسج الأحلا م في أذهاننا ياما بدأناهنّ أحلاما ختمناهنّ أحلاما(٠) (٠ من القصيدة رقم (٢٤) ٠) +++ ! فقد اكتشفت بعد فترة وجيزة أنّ هذه الفتاة في الدفعة التي تسبقنا(٠). مع هذا فأنا ما زلت معجبا بها، وأعتبرها تجسيداً شبه مثاليّ لمواصفاتي أقيس عليه. لا أنسى أنّني سعدت كثيراً في يومٍ خاطبتني فيه باسمي. ! رأيت أنّ هذه الفتاة تستحقّ أن أكتب لها قصيدة، وفعلاً بدأت أكتب، إلّا أنّ القصيدة خرجت بصعوبة وأخذت وقتا طويلا. على هذا فهي غير تلقائيّة، رغم أنّ نزار أثنى عليها وعدّها من أفضل قصائدي. وهي من السبعشريّات، وقد عرضتها في عرضٍ شعريّ في أسبوع المهندس العاشر بعنوان "خطاب".
يا نسمةً مثل العبير الزاكي يا قمّةً في النبلِ ما أسماك يا آيةً من عالم الأملاك يا غايةً في الفهم والإدراك يا درّة السودان ما أحلاك أهواك يا كلّ المنّى .. أهواك مذ بنت في دنياي سلّمت الهوى أمري، وعيني لا ترى إلّاك والحبّ أضحى في دمائي جاريا والوجد في صدري، وقلبي شاكي قد كنت أخشى في حياتي ساعةً أغفو بها، أصحو، فلا ألقاك لكنّها الأيّام حالت بيننا واخترت أن أحيا على الأشواك ما غبت عن عيني ولكن بيننا سدٌّ منيع طال عن إدراكي قد قلت في نفسي أراني هالكاً فلتأسفي يا نفس ما أشقاك أسرفت واسترسلت في وجدي وكم تبكي عيوني كلّما ترآك ثمّ ادّكرت الآن يا نفسي كفى علّي أزيل السدّ، ما أدراك؟ فلتصبري نفسي وقولي للأسى والوجد والأحزان ما جدواك؟ ولتكتبي عنّي خطاباً نصّه: "حيّاك قلبي دهره .. حيّاك" "أهديك من قلبي سلاماً خالداً لو كان عندي غيره أهداك" "أمّا أنا، باقٍ على ذكراك ما طال عمري، لا ولن أنساك" "لا تسألي عنّي فإنّي حالتي تبكيك، لا أرضى بما أبكاك" "يكفيك من عندي السلام وأنّني لو تطلبي روحي .. لقالت: هاك"
! السبت 1999-11-20
(١٠٠)
! ألّفت هذه القصيدة وأنا في الجامعة بغير مناسبة بينما كان مطلعها يتردّد في ذهني من قبل. انتبهت فيما بعد أنّ السمر لا يكون إلّا ليلاً وهذا معنىً لم أرده مطلقاً، فأنا لا أذكر أشياء أنتقدها في شعري، غير أنّه لا سبيل إلى تغيير البيت الذي بُنيت عليه القصيدة
تحت التاوار يحلو السمر تحلو عباراتٍ درر ذكرى عهودٍ خاليا تٍ خالدات كالسير قضّيتها ومعي الحبيـ ـب وحولنا الحبّ انتثر في ذلك البنش الظريـ ـف المنزوي تحت الشجر والطير صدّاح يغنْـ ـنِينا على لحن الوتر والروض مخضرّ نضيـ ـر العود فوّاح الزهر والحبّ طوّافٌ حوا لينا كأنسام السحر وأنا سعيدٌ في جوا ر الحِبّ، حِبّ كالقمر كم قد تقابلنا على الـ ـميعاد في ذات الممر ما إن تأخّرنا وما من واحدٍ فينا انتظر كنّا على برّ الأما ن فليس نخشى من خطر لسنا نملّ من الحيا ة وليس يعلونا الكدر واليوم فُرّقنا فصر نا نلتقي فيما ندر ما بي الملام ولا عليـ ـه وإنّما هذا قدر يا ليت شعري هل يعو د اليوم ما ولّى ومر
! الخميس 2000-05-11